مع بدء فصل الصيف من كل عام تميل حاجة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة إلى تحقيق الترويح عن النفس ومحاولة اقتناص فرصة تعلم السباحة والإنقاذ البحري. وتزداد نسبة القبول للمشاركة في النشاطات البحرية خلال هذا الفصل سعيا إلى تطوير المهارات والقدرات الجسمية والبدنية والثقافية على وجه الخصوص.
مدرسة "S.D.R" لتعليم السباحة والغوص والإنقاذ هي إحدى الأجسام التي بدأت بالانطلاق نحو تنفيذ نشاطاتها البحرية في قطاع غزة، حيث أنشئت من أجل تعليم ثقافة الرياضات البحرية وتختص في مجال السباحة والغوص والإنقاذ.
يقول مدير المدرسة في قطاع غزة الكابتن ماهر أبو مرزوق، إن الإعلان عن انطلاق نشاطات المدرسة جاءت مع بدء فصل الصيف لما له أهمية كبيرة في تحقيق حاجات ورغبات الناس في تعلم السباحة البحرية بكل علومها وأشكالها.
ويضيف أبو مرزوق: "أن تنفيذ هذه النشاطات تأتي في ظروف صعبة إلا أننا مؤمنون بالنجاح، لأننا نقدم خدمة رياضية وفقا لمعايير علمية وعملية"، مشيراً إلى أن عملية التسجيل في الدورات تتم من خلال صفحات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد الكابتن أبو مرزوق أن العمل منذ تأسيس المدرسة يتم من خلال كوادر وخبراء، وخطة مشتركة للتدريب والتطوير، والاطلاع على كل جديد في عالم الرياضات المائية والبحرية، حيث أن عدد الكادر المدرب في المدرسة يشمل نحو 50 مدرباً، مستذكراً أبرز الدورات التي تقدمها مدرسته ومنها "السباحة، والإسعاف البحري، والغوص الحر، والمغامرة والمتعة في التزلج على الأمواج، والسباحة الليلية".
وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه سير عمل المدرسة تتمثل في الافتقار للدعم الداخلي والخارجي، وعدم توفر مقر للمدرسة، إضافة إلى محاولة احتكار الرياضة من قبل بعض العاملين في هذا المجال، مناشداً الجهات المختصة بضرورة التعاون في توفير أماكن مناسبة للتدريب من أجل التخفيف عن كاهل المتدربين في ظل الحصار الذي يعيشه القطاع وتردي الأوضاع المعيشية، لافتاً إلى أهمية وقف انتشار التدريبات العشوائية، وتوفير بيئة مائية سليمة حافظاً على صحة المتدربين.
كما طالب أبو مرزوق رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب بالعمل الفوري على اعتماد مدرسة "S.D.R"على مستوى الوطن والشتات، إضافة إلى الإسراع في استئجار مقرات مناسبة لعمل المدرسة، وتوفير الاحتياجات اللازمة.
من جانبه، أعرب المتدرب أمير الضبة (27) عاماً عن سعادته خلال ممارسته لرياضة السباحة، موضحاً أنه يستفيد منها على الصعيد البدني والجسمي والنفسي، مؤكداً على التزامه التام في مواصلة التدريبات.
وأشار الضبة إلى أن الصعوبات كانت واضحة في ممارسة رياضة السباحة قبل الاشتراك والتعلم في المدرسة، لما تملكه من مدربين ذو كفاءة وخبرة، ولكن فيما بعد أصبحت أتجاوز كل الصعوبات والمخاوف التي يمكن أن أتعرض لها خلال السباحة.
وبدوره، يقول المتدرب محمد نبهان إنني كنت أمارس السباحة بشكل خاطئ، ولكن بعد التدريب على يد المدربين المتخصصين في مدرسة S.D.R استطعت أن أخوض تجربة السباحة بكل سهولة وسلامة دون تعب كما السابق، منوهاً إلى أن التدريبات تشمل التمرينات اللازمة لأي إنسان في ممارسة السباحة.
يعود تأسيس المدرسة البحرية S.D.R إلى عام 2015م، حيث انطلقت من قطاع غزة شاملة مختلف الفئات العمرية.