كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم السبت، النقاب عن فحوى الرسالة التي أوصلتها حركة حماس إلى الوسيطين المصري والأممي بشأن تفاهمات التهدئة في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن المصادر قولها، إن "حركة حماس، أبلغت الوسطاء، رغبتها في إبقاء حالة الهدوء، لكنها حذّرت من التلكؤ في تنفيذ التفاهمات"، مهددًة بأنها لن تمنح الاحتلال مزيداً من الوقت، طالما أنه انتقل إلى سياسة جديدة في التضييق على غزة، وخاصة في ملفَّي الكهرباء والصيد.
وأضافت المصادر: "إنه في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، نقل الوسطاء إلى حماس موافقة إسرائيل على طلباتها، شرط وقف إطلاق البالونات الحارقة، ومنع اقتراب المتظاهرين من المنطقة الحدودية. فوافقت الحركة على ذلك، بشرط إعادة ضخّ الوقود وتوسيع مساحة الصيد، على أن يكون الأسبوع المقبل فترة لاختبار النيات الإسرائيلية".
وبرّر المصدر عدم إعلان الفصائل الفلسطينية عن الاتفاق بكونه خاضعاً لفترة اختبار، وتحسّب المقاومة لإمكانية تراجع الاحتلال مجدداً، وابتزازه إياها في ملفات أخرى تتعلق بحياة سكان القطاع، غير ملفَّي الصيد والكهرباء.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة، فإنه "في حال تملّص الاحتلال من وعوده خلال الفترة الممنوحة له، فإن ذلك سيؤدي إلى تصعيد كبير على جبهة غزة، وستكون هناك ردود شعبية كبيرة في المنطقة الحدودية، بحسب ما تم إبلاغ الوسطاء به".
وبدا واضحاً أن الفصائل تعي الأسلوب الذي يتبعه الاحتلال في إدارة ملف غزة، إذ نقلت إلى الوسيطين المصري والأممي أن "إسرائيل تفتعل الأزمات، وتمتنع عن تنفيذ التفاهمات في قضايا جانبية، وذلك لإعادة التفاوض عليها، والتهرب من تنفيذ بنود جديدة تحسّن الواقع الإنساني والاقتصادي في القطاع"، بحسب المصادر.
وعلى رغم إعلان الاحتلال التوصل إلى اتفاق مع غزة، إلا أن البالونات الحارقة والمتفجرة لم تتوقف منذ صبيحة يوم أمس، إذ أُعلن عن سقوط العشرات منها على مستوطنات «غلاف غزة»، ما تسبب باندلاع حرائق عدة.
وأفادت قناة 13 العبرية، بأن 13 حريقاً اندلعت في مستوطنات غزة بسبب البالونات الحارقة التي أُطلقت من القطاع.
وكانت مصادر أممية، قد أعلنت سابقاً، أنّه تم التوصل لاتفاق بوساطة مصرية وأممية، لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة .
وقال المصدر: إنه "تم الاتفاق على إعادة ضخ الوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء، كما تم الاتفاق على إعادة فتح البحر أمام عمل الصيادين لمسافة (15) ميلأ بحرياً".
وبيّن أنّه تم الاتفاق كذلك على إرجاع مراكب الصيادين المحتجزة وعددها (60) مركباً، موضحاً أنّ الاتفاق ينص على إلتزام الاحتلال بعدم إطلاق النار على المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود غزّة، وكذلك عدم إطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين.