جنرال "إسرائيلي" يكشف بعضًا من أسرار "وزارة الحرب"

جيش الاحتلال على حدود غزة
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

كشف الجنرال الإسرائيلي عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب بعضًا من مداولاتها وأسرارها، في لقاء أجراه أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري، ويأتي ذلك مع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لحرب غزة الأخيرة.

وذكر بوخبوط : "بعد مرور خمس سنوات على المعركة الأخيرة في غزة، فإن الأخطاء التي مارستها إسرائيل في السابق قد تتكرر في ضوء سياستها الجارية ضد حماس، لأن الجرف الصامد استمرت 51 يوما أصبحت أحد أطول الحروب التي خاضتها إسرائيل بتاريخها، وشهدت إطلاق 4500 صاروخ، فيما هاجم الجيش 6 آلاف هدفا و32 نفقا هجوميا، وأسفرت عن سقوط أكثر من ألفي قتيل فلسطيني مقابل 73 جنديا ومستوطنا".

وأضاف: "بعد مرور هذه السنوات الخمس فإن الأيديولوجية التي تحرك حماس لم تتغير، حماس لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، ولن تجري معها مفاوضات مباشرة أبدا، الهدف المباشر لحماس هو الوصول للضفة الغربية، ودمج القومية الوطنية الفلسطينية مع هويتها الدينية".

وتابع: "حماس ترى في تغييب إسرائيل عن الخارطة هدفا دينيا، وباعتقادها فإن هذا هدف يمكن تحقيقه على المدى البعيد، فإن لم يتحقق اليوم فسيحدث غدا، وإن لم يكن غدا، فسيكون بعد خمس سنوات أو ثلاثين عاما، ولذلك فإن الحركة لا تجلس بهدوء منذ انتهاء الحرب الأخيرة، بل تواصل العمل من خلال القيادة المقيمة في غزة والخارج، وتخطط لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية".

وأردف غلعاد الذي يدير اليوم معهد السياسات والإستراتيجية في المركز متعدد المجالات بهرتسيليا، أن "جهاز الأمن العام "الشاباك" وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" والجيش الإسرائيلي، يبذلون جميعا جهودا استثنائية لإحباط مئات المحاولات التي تقوم بها حماس لتنفيذ هجمات مسلحة، لأنه حسب اعتقادها فإن إسرائيل يجب أن تحترق بالنار، هم لا يترددون في إعلان هذه القناعات".

واستحضر "اتصالاته العميقة مع السلطات المصرية مكنته من التوصل لتوافق فلسطيني لوقف إطلاق النار لإنهاء تلك الحرب، مما يجعل المصريين مهمين جدا بالنسبة لنا، للأسف الشديد مصر بدت خلال حرب غزة الأخيرة ضعيفة، في حين أن قطر ظهرت قوية، مصر مهمة لنا جدا، كما أن هناك شبكة مصالح مشتركة بيننا وبينهم، ضعف مصر أمام قطر يعتبر مشكلة بالنسبة لإسرائيل، وللأسف قد تتكرر مجددا".

وشدد على أنّ "إسرائيل في حال قررت نهائيا أنها لا تريد إسقاط حماس، فعليها أن تذهب معها لترتيبات بعيدة المدى، ولكن إن اعتقدت حماس أن إسرائيل ماضية في حربها لإسقاطها حتى النهاية، فستغير سلوكها تجاهنا، طالما أن قيادة حماس تعتقد أننا لسنا بوارد إسقاطها من الحكم، فإن ردعنا لن يتحسن".

ونوه إلى أنّ "حماس قد تصبح مردوعة جدياً إن شعرت أن الحرب القادمة ستفضي لإسقاطها، والإطاحة بها، لكنها مقتنعة أنه لن تقع حرب كهذه، مما يجعلها تناور في الهامش المتاح لها، ولا تبدي خشية من جولات المواجهات المتكررة".

وذكر: "لا أتخيل وجود حكومة إسرائيلية تسمح بافتتاح المجال البحري والجوي لغزة، كما أن مصر لن تقدم المزيد من المساعدة، لأنها ترى في حماس عدوان وفي الوقت ذاته يجب المحافظة على الوضع الإنساني، لأن تدهوره في غزة سيضر بنا أيضا، مع أننا لن نستطيع تحسينه طالما أن جنودنا أسرى لدى حماس هناك".

ولفت إلى أنّ "الوضع القائم في غزة هش جدا، وقابل للاشتعال في أي لحظة، ولنا أن نتخيل كيف اندلعت الحرب العالمية الأولى بمقتل ولي العهد النمساوي، وعشرات الملايين من البشر دفعوا أثمانا لهذه الحرب، نحن نقف الآن في مرحلة نقترب منها من حالة الاستدراج لعملية عسكرية كبيرة، دون أن نكون راغبين بها، ربما في مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية تتغير الساسة تجاه حماس".

وأشار غلعاد إلى أن "إسرائيل حاولت اغتيال محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس أكثر من مرة، فلم نفلح في اغتياله، الضيف أصبح شخصية أسطورية، نجح في الخروج من كل تفجير، لقد ألقينا عليه سبع قنابل دون نجاح، ونجا منها".