ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻳﺎﺳﺎﺩﺓ

resize.jpg
حجم الخط

د. رانية اللوح

 

ﻣﻨذ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻃﻮﺕ ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻨﺎ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﺧﻠﻒ ﻛﻮﺍﻟﻴﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺻﻔﻘﺎﺕ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻴﻌين، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻛﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ فالمؤتمر ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺪﻑ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﺳﺮﺋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﻭﻗﺢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ.

ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﺧﺮ ﻟﻮ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼً ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ "ﻭﺭﺷﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ" ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻼ ﺇﺿﺮﺍﺏ.

ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺑﺮنامﺞ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ.

ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺤﺪﺙ ﺧﻄﺮ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﻭﺑﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ ﺃﻭﻟﻬﺎ: ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.

ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻃﻨﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ

ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻭﺿﻊ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺪﺍﻫﻢ

ﺭﺍﺑﻌﺎً: ﺍﻋﻼﻥ حﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻭﺣﺸﺪ ﺭﺃﻱ ﻋﺎﻡ ﺩﻭﻟﻲ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺣﺸﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ

ﺧﺎﻣﺴﺎً: ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺗﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺃﻭﻻً، ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﺧﺮ.

ﻗﺪ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺨﻄﺌﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺿﻌﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎً ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﻴﺒﺔ للآﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺪﺙ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ، ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻛﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻻﻧﻤﺘﻠﻚ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺿﻐﻂ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﻭﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ؟ ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻛﺎﺭﺛﺔ.

ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻟﻨﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻏﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺟﻮﻑ، ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﻳﻔﺘﺮﺵ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ.