التقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الأربعاء، المبعوث الياباني الخاص للسلام في الشرق الأوسط ماساهارو كونو في رام الله، حيث طالبه خلال اللقاء بإيجاد آلية لتدقيق كافة الاقتطاعات الإسرائيلية من أموال المقاصة، خاصة موضوع التحويلات الطبية والبترول والمياه والكهرباء.
وأشار اشتية إلى التبعات القانونية والسياسية لقبول استلام أموال المقاصة منقوصة والقبول بالاقتطاعات الإسرائيلية منها، مُؤكّداً على ضرورة تعزيز التعاون المشترك ما بين البلدين، خاصة دعم اليابان لإنشاء الكلية الجامعية للتعليم التقني والمهني في فلسطين، بالإضافة إلى دعم إقامة العديد من المشاريع التنموية تماشيًا مع استراتيجية الحكومة في التنمية بالعناقيد.
كما أكّد خلال اللقاء الذي حضره السفير الياباني لدى فلسطين تاكيشي أوكويو، على موقف القيادة الفلسطينية الرافض لورشة المنامة، مُعتبراً أنّها تهدف لإخراج القضية الفلسطينية من سياقها السياسي، والترويج بأنّ حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع يأتي من خلال حل اقتصادي يهدف لتحسين حياة الفلسطينيين.
وثمنَ الموقف الياباني الداعم لفلسطين، مُشيراً إلى أنّ زيارة المبعوث الخاص لعملية السلام والمشاركة في افتتاح مؤتمر سيباد في فلسطين، تُشكل رسالة دعم وتضامن لأبناء شعبنا، ودعماً لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.
وعلى صعيد آخر، استقبل اشتية مساء اليوم مبعوثة الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سوزانا تيرستال، في مكتبة برام الله. وقال: إنّ "دول الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة لفلسطين يجب أن تقود جهدا دوليا للبدء بالتفكير بمرحلة ما بعد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي قد لا يُعرض شقها السياسي أبداً".
وأضاف: "يجب ألا نبقى رهائن انتظار الخطة الأميركية، بل يجب تحريك الملف السياسي، واتخاذ قرار دولي بالاعتراف بدولة فلسطين منعا لإسرائيل من الإقدام على ضم أجزاء من الضفة الغربية".
وتابع رئيس الوزراء: "ترحيبنا الدائم بالدعم والتعاون من شركائنا الأوروبيين منطلق من التزامهم بالمنظور السياسي الدولي الداعي لإقامة دولة فلسطين وتعزيز مؤسساتها، وهذا ما لم يلتزم به القائمون على ورشة البحرين".
وأطلع اشتية تيرستال على الظروف المالية الصعبة التي تعيشها الحكومة الفلسطينية، مُشدّداً على أن الحل هو إفراج إسرائيل عن أموالنا كاملة لتعود العجلة الاقتصادية لحالتها السابقة.
وفي سياق منفصل، قال اشتية: "إنّ الحكومة حريصة على اتخاذ كل إجراء يخدم المصالحة ويقود لها، ومن ذلك توحيد صرف الرواتب بين الضفة وغزة، وكذلك مستعدون لإنجاز الانتخابات حال الوصول إلى توافق وطني وفق ما أعلن الرئيس محمود عبّاس".
كما بحث اشتية مع رئيس المؤسسة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأوسط "أنيرا" في واشنطن شون كارول، رفع مستوى التنسيق لتنسجم مشاريع المؤسسة المستقبلية مع أولويات الحكومة وتسير وفق برنامجها الإنمائي.
واستعرض، خلال لقاء عقده اليوم الأربعاء، في مكتبه برام الله، بحضور مدير "أنيرا" في الضفة الغربية وغزة جون بيرن، خطة عمل الحكومة على الصعيد الاقتصادي التنموي والقائمة على أساس نظام التنمية بالعناقيد، والتوجه نحو الاستثمار بالإنسان والتعليم.
ووضع اشتية الوفد بصورة جهود الحكومة في تأسيس الكلية الجامعية للتدريب المهني، الهادفة لتأهيل الشباب لدخول سوق العمل محلياً وخارجياً من خلال برامج تدريب وتعليم مهني وتقني، داعياً إلى تقديم دعم فني لتطوير برامج هذه الجامعة لتكون وفق أحدث نظم التدريب المهني العالمية.
وفي السياق ذاته، بحث الطرفان إمكانيات رفع التعاون في مجال تنفيذ برامج تدريب مكثفة في هندسة البرمجيات وتقنيات الويب وكتابة الكود، وإعادة صياغة مهارات خريجي الجامعات العاطلين عن العمل لتتواءم مع احتياجات السوق العالمي على صعيد صناعة التكنولوجيا.
من جانبه، أطلع كارول رئيس الوزراء على جهود مؤسسته في قطاعي التعليم والصحة من خلال مشاريع حيوية في الضفة وغزة، موضحاً أنّ عمل مؤسسته تأثر بوقف المساعدات الأمريكية للمؤسسة في فلسطين.