حسن يوسف في عيون الفتحاويين

resize.jpg
حجم الخط

د.رانيا اللوح

 

كان من الملفت جدا الانتباه لكيفية تعاطي الفتحاويون مع قضية أبناء القيادي في حركة حماس حسن يوسف، بعد كشف العدو مؤخرا عن ارتباط الابن الثاني له مع الاحتلال بعد ابنه الأكبر الذي ضجت قصة ارتباطه وسائل الاعلام  منذ سنوات، لقد أظهر الفتحاويون تعاطفاً كاملاً مع القيادي الحمساوي، على الرغم من كل الممارسات القاسية التي مورست بحق الفتحاويين من قبل أجهزة حماس عبر سنوات عديدة مرت خاصة فترة تولي حركة حماس الحكم بغزة.
الفتحاويون دائماً يصرون على  إبراز تسامحهم السريع وأخلاقهم الوطنية في مناصرة الحمساويين أو حركة حماس ذاتها حين تتعرض لخطر داهم كاعتبارها حركة ارهابية كما حدث منذ فترة وتصدي القيادة الفلسطينية والدبلوماسية الفلسطينية لهذا الطرح بقوة، والكثير من المواقف التي  تثبت تمسك الفتحاويين بأخلاقهم وانتماءهم ووعيهم ومدى تسامحهم، وهذا بالمناسبة ليست ضعف وإنما هي ثقافة ووطنية وقيم راسخة لدى الفتحاويين، لكن المعيب حقا هو عدم تقدير الطرف الأخر لهذه المواقف الوطنية والتي لابد أن تقابل بالمثل، وهنا يستوجب على الإخوة العقلاء والشرفاء في حركة حماس بنشر الثقافة الوطنية لدى عناصرهم ونشر مفاهيم الإخوة والتسامح، وأن الاختلاف حق مشروع للجميع، وأن الفتحاوي في اسوء الاحوال يمكن أن يكون خصم لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عدو، لأن العدو الاسرائيلي الحقيقي هو العدو الوحيد لنا جميعا، وأنه المستفيد الوحيد من حالة العداء الموجودة بين الإخوة الأعداء.
أدرك جيدا أن تغيير نظام سياسي قائم هو أسهل بكثير جدا من تغيير ثقافة متجذرة، لكنه فعل وطني لابد منه، ففي مثل هذه الأجواء وهذه الثقافة البائسة والحقد الدفين الذي لا يمكن لنا تجميله أوتقزيمه لايمكن لنا أن نبني وطن ولا إنسان ففي حالة العداء تلك كثير يشعرون بغربة واغتراب عن أوطانهم وكثيرون يفقدون الانتماء لأن الواقع الموجود من فرقة وانقسام وفقر ومرض واستخفاف وتهميش وتضليل، كلها مسببات لتقزيم وتشويش الانتماء لدى المواطنين خاصة الشباب منهم، وبالتالي مع الوقت نصبح مجتمع أوهن من بيت العنكبوت وإن حاول البعض إيهام نفسه بغير ذلك أو محاولة تضليل الاخرين، فنحن أصبحنا خاصة في غزة بأسوأ صورة ممكن أن ترسم لمجتمع ما،
كل يوم ندرك أننا بحاجة لتغيير جذري وحقيقي في مفاهيمنا وأدائنا وبحاجة لتقويم سلوكياتنا البشعة الهدامة، ولكن نقابل هذه الحاجة بالتجاهل، نحذر للمرة الألف أن كل ماهو موجود عبارة عن مقومات انفجار بإنتظار لحظة الصفر إذ بقينا على عنادنا، 
وأخيرا للفتحاويين  سلام لكم على الأخلاق، سلام لسموكم على جراحكم في سبيل تعزيز فتح الوطن والفكرة من خلال وعيكم.