عقب إجراء تحقيقات خاصة

عملية "خانيونس" قد تُطيح برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية!

عملية خان يونس
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

أعلنت مصادر عبرية، أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، قد يطيح خلال الفترة القادمة برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وذلك على خلفية عملية خان يونس الفاشلة.

وقال المراسل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية ألون بن دافيد، مساء اليوم الجمعة: إنّ "كوخافي سيحسم خلال الفترة القادمة إنّ كان سيطيح برئيس "أمان" تمير هايمان من منصبه أو سيدعمه".

وأشار بن دافيد، إلى أنّ العملية الفاشلة وقعت قبل أنّ ينتهي هايمان من التعرف بعمق إلى تعقيدات عالم "وحدة العمليات الخاصة" في جيش الاحتلال الذي يحوي تخصصات عديدة.

وبدأت الأزمة مع اضطرار كوخافي إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عامًا) ليعود إلى الخدمة الدائمة في الجيش، ليتولى مجددًا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء الذي تضرر جدًا بعد فشل العملية الخاصة في غزة في نوفمبر الماضي، غير أن بن ديفيد نقل إشاعات أن العميد (أ) اشترط العمل مباشرة تحت قيادة كوخافي لا تحت قيادة هايمان، وهو ما يؤدي إلى ما أسماه بـ"تآكل صورة هايمان".

ودخل هايمان إلى منصبه قبل تنفيذ عملية خان يونس بثمانية أشهر بخبرة ضحلة بالأعمال الاستخباراتية- على حد تعبير بن دافيد- إذ عمل سابقًا قائدًا لوحدة "السلك الشمالي" في جيش الاحتلال ومديرًا للكليات العسكرية.

ومن المتوقع أن يجري خلال الأيام القليلة المقبلة تلخيص للتحقيقات العديدة التي أجراها جيش الاحتلال خلال الفترة الماضية، على حسب ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية.

وحسب الصحيفة، فإنّ اكشاف أمر القوة الإسرائيلية الخاصة في قطاع غزة أدى إلى ضرر عميق وخطير لأمن إسرائيل بمستويات لا يمكن التفصيل فيها، مشيرة إلى أن وحدة "أمان" أجرت تحقيقًا وصفته بالشجاع أظهر جملة طويلة من الأخطاء التي أدت إلى الفشل، جزء منها أخطاء جرت على مدار سنوات قبل العملية الفاشلة نفسها.

وعقب التحقيق أجرت الوحدة التي تعلو "أمان" تحقيقًا خاصًا غاب عنه معظم الأخطاء التي ظهرت في التحقيق الأصلي، فعدد كبير من المقاتلين في الوحدة وأشخاص ذوو خبرة أشاروا على مدار سنوات إلى أوجه القصور هذه وحذروا من أنها ستقود إلى فشل، إلا أن الضباط المشرفين عليهم في "وحدة العمليات الخاصة" اختاروا أن يتجاهلوا تلك التحذيرات.

وأشارت الصحيفة إلى أن العمليات الخاصّة تختلف عن العمليات العسكريّة العادية، "ليس بسبب سرّيّتها... ففي الحرب تنفيذ المهمّة هو القيمة العليا، بينما في العمليات الخاصّة لا يوجد هذا الإلحاح، أنتَ تختار التوقيت المناسب، والقيمة العليا هي الحفاظ على أمن القوات وسريّة منهج العمل، ولاحقًا يكون التنفيذ".

وبيّن الكاتب أنّ سياسة جديدة وجدت طريقها إلى الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، وهي "نفّذ ثم اعترض"، كاشفًا أن بعض المقاتلين المشاركين في القوّة اجتاحه الخوف، "وكثيرًا منهم ذهب إلى العمليّة بقلب مثقل... وحتى عندما اكتشفوا أخطاءً، لم يتجرأ أحد منهم على إيقاف العملية والعودة إلى المنزل".

وأوضح بن دافيد أن جيش الاحتلال"أجرى عدّة تحقيقات حول العمليّة الفاشلة، وعرضت جميعها على كوخافي الذي أعادها، المرّة تلو الأخرى، لتحسينها أكثر. وبكونه عمل 4 سنوات رئيسًا لـ’أمان’، يعرف كوخافي جيدًا نشاطات ’وحدة العمليّات الخاصّة’ وطلب تحقيقًا أساسيًا. كما يعرف أنه يجب إجراء تأهيل أساسي للوحدة، ولذلك توجّه للعميد (أ)، طالبًا منه العودة إلى خدمته العسكريّة".

وخلال هذه المدّة، استقال قائد "سرية الأركان" من منصبه، بالإضافة إلى رئيس "وحدة العمليات الخاصّة"، العميد (ج)، الذي فهم أنه سيتم استبداله قريبًا، بالإضافة "إلى عدد كبير من الضباط والمقاتلين في الوحدة الذين يدرسون مستقبلهم فيها".

وفي محاولة لتقليص الأضرار، وفق "معاريف"، عزم كوخافي على منح أوسمة في "يوم الاستقلال" في  مايو الماضي للمشاركين في العملية الفاشلة، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقًا.

وتُعد "أمان" درّة التاج في جيش الاحتلال، بتعبير "معاريف"، التي ادّعت أنه "جسم يتفجّر امتيازًا ويقود كل الأفعال العسكريّة الإسرائيليّة"، وتعتبر وحدة جمع المعلومات التابعة له (8200) "من أبرز الوحدات الاستخباراتيّة في العالم".

ولا تزال العمليّة العسكريّة الفاشلة التي نفّذتها (أمان) في نوفمبر الماضي بخانيونس، تلقي "بظلالها القاسيّة" على قيادة جيش الاحتلال وعلى الوحدة نفسها التي تعتبر من أفضل وحدات الجيش، بعدما كشفت القوةَ الإسرائيليّة من قوةٌ تابعة لحركة حماس، وقتلت قائدها، قبل أن يتمكن باقي أفرادها من الفرار.