عُقد في العاصمة المغربية الرباط، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لوثائقي حقوق الإنسان في أيام (28 -29-30) يونيو 2019، حيث حصلت فلسطين على الجائزة الثالثة، بالإضافة إلى جائزة الجمهور وذلك عن فيلم "الباص 17" الذي قدمه المخرج الفلسطيني حمادة حمادة، حيث تناول حمادة قصة الحاجة "أنعام الشويكي" وصمودها داخل حافلة منذ (17) عاماً على ركام منزلها الذي هدمه الاحتلال في القدس، في حين ذهبت الجائزة الأولى لفيلم "دياب" من بريطانيا، كما حصل المخرج السنغالي الفرنسي "توماس جراند" الجائزة الثانية عن فيلمه "poisson".
جاء ذلك في إطار تعاون مشترك بين مركز الجنوب للفن السابع والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وجامعة القدس والمركز السينمائي المغربي، بمشاركة العديد من الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الغربية مثل "المغرب، فلسطين، فرنسا، فلندا، لبنان، أوكرنيا، إيطاليا، مصر، تونس، العراق، سوريا، بريطانيا، السينيغال، موريتانيا، الجزائر، الإمارات"، فيما حملت دورة المهرجان اسم الشهيد ياسر عرفات، برئاسة المخرج الفلسطيني الدنماركي ماهر حشاش.
وقال حمادة: "أشكر كل القائمين على هذا المهرجان من جهات منظمة وراعية ومشاركة، وعلى رأسهم الأستاذ ماهر حشاش، كما أقول في هذا المقام إنّ فيلم الباص 17 ما هو إلا نموذج يعكس المعاناة الفلسطينية المتزايدة في ظل الغطرسة الصهيونية التي لا تعرف الإنسانية والمتنكرة لحقوق الإنسان".
وأمام الجماهير ولجنة التحيكم أهدى حمادة الفوز إلى الحاجة أنعام الشويكي صاحبة قصة الفيلم، قائلاً: "أهدي هذا الفوز إلى الحاجة أنعام الشويكي أيقونة الرباط والمصابرة والثبات أمام المحتل الصهيوني".
وأضاف حمادة: "لم يكن هذا الفوز ليتحقق من غير التشجيع الذي لاقيته من أهل قطاع غزّة، خاصة مديرة مركز شؤون المرأة بغزّة، السيدة آمال صيام، والتي كان لها دور كبير في متابعة حيثيات الفيلم ودعمي في السير نحو هذه الجائزة".
وأعرب عن سعادته بمدى إقبال الجماهير العربية وأحرار العالم على التفاعل مع القضية الفلسطينية، واعتبارها قضية إنسانية وحق مشروع في الدفاع عن الأرض وطرد المحتل.
وكان سفير دولة فلسطين في المغرب جمال الشوبكي، ووزير هيئة الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، بالإضافة إلى حضور مكثف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وحقوقيين المغرب ودول أخرى، قد شاركوا في المهرجان.
وأشار القائمون على المهرجان إلى أنّ الأفلام تم انتقائها بعناية فائقة من قبل لجنة التحكيم المؤلفة من رئيس لجنة التحكيم، المخرج والمنتج الفرنسي أودي رووس Ody Roos، والمخرجة والممثلة الدنماركية من أصول مصرية أماني ترك Amany Turk، والمخرج والمصور الإيطالي أرريجو باربجليو Arrigo Barbaglio، والأستاذ جورج دوبون Georges Dupont مدير مكتب ICFT UNESCO، حيث تقدم للمهرجان ما يقارب 200 فيلم تم تصفيتها إلى 10 أفلام لنيل الثلاث الجوائز.
كما كرّمَ المهرجان الشهيد ياسر عرفات، فيما تسلّم جائزة التميز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف، واستلم الجائزة مدير المركز الأستاذة ندى نبيل.
وكرّمَ المهرجان المخرج المصري عبد العزيز الجمل، ومن المغرب الحسن الشطيبي وخالد السفياني وبنجلون الأندلسي والمصور سلوفنيا.
وفي الختام قوبلت كلمة حمادة بترحاب كبير، حيث قال لحظة تسلّمه الجائزة: "جئت من غزّة والحاجة أنعام الشويكي من القدس، وشارك في إعداد الفيلم زملاء من القدس و الضفة، وهذه رسالة لكل العالم بأنّ غزّة والضفة والقدس وكل المدن الفلسطينية جزأ لا يتجزأ من الوطن، ولتسقط كل المؤامرات التصفوية وأولها صفقة القرن".