خلال اسبوع خسر نحو 400 من اثرياء العالم ما يقارب 182مليار دولار بعد التراجع الحاد في أسواق المال "البورصة" العالمية.
وفيما كان امس الاثنين " يوما اسودا" في تاريخ اسواق المال العالمية كان يوم الجمعة الماضي هو الأكثر فداحة بالنسبة للأثرياء، الذين فقدوا في هذا اليوم فقط 76 مليار دولار، مع إغلاق مؤشر " إس و بي 500" للأسهم الأميركية على أسوأ أسبوع له منذ 2011.
هذا الانخفاض والذي سماه بعض خبراء الاقتصاد بالانهيار لم يكن متوقعا بهذا الشكل وبالصورة المفاجئة التي حصل فيها.. لكن ما هي الاسباب الحقيقة وراءه؟ وهل سيستمر خلال الايام القادمة؟ كيف تاثرت فلسطين بهذا الانخفاض؟
ما حدث ليس انهيار والصين السبب
الدكتور نصر عبد الكريم الخبير الاقتصادي رفض تسمية ما حدث بالانهيار في اسواق المال وانا حبذ اعطائه مصطلح تراجعا حادا في "اسواق المال".
ويضيف عبد الكريم ان احد اهم اسباب التراجع في اسواق المال هو" الصين اثر تراجعات في بياناتها المالية ما اثار مخاوف الاسواق ومن ثم توجت بقرار من بنك الشعب الصيني بتخفيض سعر "اليوان" مقابل الدولار بغرض تقسيم الصادرات لتحفيز النمو الذي اظهر تراجع ملحوظا، تزامنا مع انخفاض حول تراجع الانتاج الصناعي، مما عكس نفسه بقوة على ثقة المستثمرين في الاسواق".
واشار عبد الكريم ان هناك تراجعات في العديد من الاسواق الرئيسية من بيها اسواق شنغهاي وهونغ كونغ ونتيجة التداخل الكبير في اسواق المال اثر ذلك على الاقتصاد العالمي بشكل كلي، ومن ثم انتلقت هذه العدوى الى اسواق اميركا اوروبا ويوم امس الاثنين كان تتويج الانخفاضات الحادة ويمكن اطلاق "اليوم الاسود" عليه وهو يكرر يومين مشابيهن في اخر 4 عقود في التاريخ واحد في العام 1987 واخر في 97 تعرضت الاسواق العالمية فيه لنفس الازمة وكان هذا اليوم الاسود، وما حدث امس الاثنين ما ادى الى تراجع ثقة المسثمرين في الاسواق وتراجع الطلب على النفط ما جعل سعره يهوي وبالتالي انخفض سعر النفط في دول الخليج واسواقها .
هل ستستمر الخسائر خلال الايام المقبلة؟
يقول الدكتور نصر عبد الكريم ان اسواق الصين بدات تتعافي قليلا ولكن اسواق اليابان ما زالت على حالها لاسباب خاصة باداء اقتصادها، الا ان اسواق اسيا واوروبا استعادت جزء من ما خسرت، وهذا عكس نفسه على اسواق العالم لانه عاد التفاؤل لوقف انهيار الاسواق.
واشار عبد الكريم ان اسواق الخليج كان لها نصيب من الارتفاعت متوقعاً بان يتحسن الوضع صباح غد الاربعاء في الاسواق العالمية، وان نصبح على استمرار موجة الارتفاعات الايجابية، بعد الاجراءات التي اتخذها بنك الشعب الصيني لتصليح بعض الاجراءات لقرارات تم اتخاذها مسبقا.
ويضيف عبد الكريم "اذا اتفقنا ان ما حصل هو انهيار في اسواق المال فانها توقفت، وخاصة ان اسعار النفط ارتدت صعودا اليوم الى 2%، فيما اسعار الذهب تراجعت، وان ما حصل اليوم هو وصفات لاستعادة مستوى جديد من الاقتصاد العالمي..
وفيما يتعلق بالدولار اشار عبد الكريم انه تضرر في الايام الاخيرة نتيجة قرار الاحتياطي الصيني، وبعد بيانات الصين وتخفيض "اليوان" ما ادى الى ضعف الدولار مقابل كل العملات.
البورصة الفلسطينية لا ضرر وضرار
ويؤكد الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم انه عند الحديث عن الوضع الفلسطيني فانه يجب التفريق بين التراجع في اسواق المال والتقلبات في اسعار السلع.
ويضيف عبد الكريم "التراجع في اسواق المال اصابت بعض المستثمرين الفلسطينيين بضرر ولكن بصورة فردية، وهم من اعتادوا ان يستثمروا في الاسواق العربية وبعض الاوربية الاميركية.
ويشير الخبير الاقتصادي عبد الكريم "المستثمرون الفلسطينيون وربما بعض البنوك الفلسطينية كغيرهم من المستثمرين في مختلف اسواق العالم بعضهم تضرر وخسر".
وفيما يتعلق بسوق فلسطين قال عبد الكريم "ان تاثره بما بما يجري حوله في العالم محدود للغاية، وهذا يدل على انه لا زال سوقاً صغيراً ومعزولا ولا يتمتع بدرجة كافية من التكامل والاندماج مع اسواق العالم، اضافة الى انه لا استثمارات واردة ولا صادرة ولاشركات دولية مدرجة فيه.
وبين عبد الكريم ان التقلبات في اسعار النفط في العالم سيؤثر بصورة ايجابية على الوضع الفلسطيني، متوقعا ان تقوم اسرائيل خلال الفترة المقبلة بتخفيض اسعار النفط وهي تعتبر سلعة اساسية، مما يفيد الاقتصاد الفلسطيني سواء للافراد او المصانع، وبالتالي تخفيض اسعار المنتجات الاستهلاكية.
وفيما يتعلق بالدولار اشار عبد الكريم انه سواء ارتفع او انخفض فان الفلسطينيين منهم المستفيد ومنهم المتضرر.
واوضح ان المستفيد في حال ارتفاع قيمة الشيقل هو من يقبض بالدولار فيما الخاسرون هم اصحاب القروض "الدولارية" اي من منهم ملتزمون بقروض للبنوك، والعكس صحيح في حال انخفاض سعر صرف الدولار.