بقلم: ثائر نوفل أبو عطيوي

غسان كنفاني ... تسقط الأجساد لا الفكرة

غسان كنفاني ... تسقط الأجساد لا الفكرة
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

في الذكرى" 47"  لاستشهاد الأديب "غسان كنفاني" ، لا يزال غسان عالم من الفكرة والإنسان ، ولا يزال النقاد والكتاب والباحثين في فنون وعالم الأدب ، يحاولون استخراج نتاج أعماله ، وبين صفحات حياته المزدحمة بالكلمات والعبارات ، حيث تطل علينا باكتشافات بين الحين والاخر على المستوى الشخصي لغسان الانسان ، أو من خلال ما سطر فكره وقلمه في عالم الإبداع والتألق نحو صهيل الكلمة، التي كانت وما تزال نجوما تزين عنان السماء في عالم الفكرة والإنسان.

لقد أعطى الأديب والمناضل غسان كنفاني، عبر قصصه ورواياته، بعداً انسانياَ وفكريا لكل ما سطر قلمه ، للإنسان اللاجئ والمشرد ، الذي يشده الحنين في كل لحظة إلى مسقط رأسه وتراب وطنه المعطر بذكريات حنين الشوق للوطن المعطر بدم الشهداء الخالدين، وتضحيات الفقراء والبسطاء والمحرومين، دون التفكير بأي مقابل وثمن في سبيل الدفاع عن أسمى وأنبل القضايا الانسانية.

من الأشياء التي تحسب  للشهيد الأديب ، بأنه لم يستعرض شخصيته ضمن ما سطر قلمه الثائر، بل كان يعمل دوماً بالدرجة الأولى على تقديم قضيته الوطنية بكافة تفاصيلها وابعادها المتشابكة بكل دقة وتفصيل.

ساهم قلم غسان في بلورة مشروعه الإبداعي الكبير، والذي وصل إلى ثلاثة مجلدات بين القصة والرواية والمسرحية وهو في ريعان شبابه ، وفي منتصف الثلاثينيات من عمره. وكان الباحث باستمرار بين ثنايا الروح وأقلامه وقصاصات الورق ،عن وطن جميل يذكره دوما بمسقط رأسه الذي شرد عنه ، وعن تفاصيله من هواء ونسيم وذكريات معتقة برائحة زهر البرتقال وإن كان حزين! … 

من خلال استعرضنا لبعض ما سطر وكتب قلم  غسان الثائر الإنسان،  من خلال المجموعة القصصية "عن الرجال والبنادق" التي تعتبر مجموعة قصصية يستلهم فيها كل طاقات إبداعاته الأدبية لمأساة شعبه اللاجئ والمناضل في ذات الوقت، واستلهم قصصه من صفحات تاريخ نضاله, وفي المجموعة القصصية "أرض البرتقال الحزين"، والذي حاول فيها تصوير الشخصية الفلسطينية ضمن قدرها ومكانتها ، مثل ورقة من غزة ، وورقة من الرملة , والتي تصنف قصة أرض البرتقال الحزين بالعمود الفقري لهذه المجموعة حيث كانت ملتحمة بسيرة غسان ، لكنها في نفس الوقت تؤرخ معاناة اللاجئ الفلسطيني بشكل عام ، وقد استخدمت فيها أساليب قصصية مستحدثة، إذ تم استعمال ضمير المخاطب بدلاً من المتكلم في الحديث ، من خلال ما شاهده في طفولته، و التي كانت شخصيته مجرد انعكاساً للأحداث, وقد عبر في رمزيتها "للبرتقال" عن كل ملامح الشخصية الفلسطينية.

ترك الشهيد والراحل الكبير " غسان كنفاني" إرثاً فلسطينياً وطنياَ ممزوج بعبق التاريخ الإنساني  لحكاية شعب وعدالة قضية من خلال ما  سطر إبداعه الفكري والثقافي عبر ما كتب في فنون التميز والإبداع في عالم الفكرة والإنسان المتمسك بخيوط الحلم والأمل معاً في العودة وتقرير المصير ووطن حر مستقل بهوية وشخصية فلسطينية .

في ذكرى استشهاد منارة الفكر وواحة الأدب المناضل الكبير والإنسان " غسان" لروحه الطاهرة وردة وسلام .