أجرى رئيس الوزراء محمد اشتيه مباحثات مع نظيره الأردني عمر الرزاز، اليوم الأحد، بمقر رئاسة الوزراء الأردنية في عمان، لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بحضور عدد من الوزراء الفلسطينيين والأردنيين واللجان الفنية للجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة.
وشدد اشتية على أن الأردن بالنسبة لنا ليست فقط بوابة فلسطين الشرقية بل هي عمقنا وجسرنا للعرب، ولدينا معها علاقة ثنائية فريدة تجمع الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ، وزيارتنا اليوم حلقة في استراتيجيتنا المتعلقة بالانفكاك التدريجي بعلاقتنا الكولونيالية التي أحدثها واقع الاحتلال الذي نعيش تحته، وتعزيز عمقنا العربي الذي يؤكد عليه الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني.
وقال اشتية: "نحن هنا بتوجيهات الرئيس الذي أكد مع الملك خلال لقائهما على استكمال حلقات التعاون المشترك ومراكمة ما كان في الماضي، فعلى المنصة السياسية التنسيق بين الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني على أعلى مستوى، كما اجتمع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، واليوم وأمس تشرفت بأنني حللت عند أهلنا، واليوم نستكمل باللجان الفنية والتنسيق المشترك".
وأضاف: "نشكر الأردن على الدور الذي تقوم به بحماية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، لما تمثله الوكالة من الذاكرة التراكمية لشعبنا، وما يمثله حق العودة كحق مقدس، وبالتالي حرصكم على "الأونروا" يأتي ليس ردا على الحصار الذي تعيشه فقط، بل ردا سياسيا على ما تمثله لشعبنا، وبالنسبة لنا هذا شيء يكمن في صلب أولوياتنا".
واستطرد رئيس الوزراء، "تحت الإطار السياسي هناك إطار اقتصادي، اليوم اللجان الوزارية اجتمعت في القضايا المتعلقة بالانفكاك عن الاحتلال، فقد أوقفنا كامل التحويلات الطبية الى اسرائيل، ونشكر وزير الصحة الأردني ومدينة الحسين الطبية اللذين فتحا الأبواب لمرضانا لتقلي العلاج الذي يستحقونه وهذا خير نموذج للانفكاك عن الاحتلال".
واستدرك، "كذلك الحال في الاقتصاد والجمارك والمالية والنقل والمواصلات والزراعة، وأهمها الأمر المتعلق بالطاقة، لأنه يعد أعلى فاتورة ندفعها لدولة الاحتلال. نحن وأنتم طرف واحد لذلك نحن نرسم المسار الثنائي معا لمرحلة جديدة، والأردن فتحت أبوابها لنا ولبضائعنا وعندنا طموح أن يكون الميزان التجاري بيننا وبينكم أعلى مما هو عليه الآن، ودون أدنى شك الاحتلال هو العائق فلا يعقل أن يكون الميزان التجاري بين دولتين متجاورتين بهذا الحجم البسيط".
وتابع اشتية: في العلاقة معكم نريد أن نكسر الأمر الواقع الذي تريد دولة الاحتلال أن تبقينا فيه، ونحن نراكم على ما قام به الجميع قبلنا ونترك بصمتنا بإنجاز متميز ونريد للميزان التجاري أن ينهض وهناك الكثير للأردن تستطيع أن تقدمه في هذا المجال، وأتمنى أن تصبح الأردن عضوا في اللجنة المؤقتة لمساعدة الشعب الفلسطيني التي ترأسها النرويج لتكون أحد العناوين المهمة لطرح القضايا بيننا وبينكم على الطرف الآخر".
واختتم: "سنقدم كل ما نستطيع لتسهيل الحركة والمستثمرين العرب، ونتمنى التنويع في الإنتاج، شاكرين اخوانا في الأمن الأردني لجهودهم في تسهيل حركة المسافرين، والذين بلغ عددهم 2.6 مليون مسافر عبر الجسور، و1.2 مليون عبر مطار الملكة علياء، والتسهيل على الحجاج"، شاكرين لكم ما تقدمونه لنا ولشعبنا وقضيتنا لأننا مصير واحد، فأمن الأردن في صلب المصلحة الفلسطينية، والدولة الفلسطينية في صلب المصلحة الأردنية، فهمنا واحد وتجمعنا المعاناة والألم والنصر سيكون حليفنا.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأردني عمق العلاقات الثنائية بين الأردن وفلسطين، برعاية مباشرة من الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، وموقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية وسعيها لتحقيق السلام العادل للفلسطينيين، من خلال اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، معربا عن رفض الأردن لأي مساومة او مشروع أو صفقة أو حل اقتصادي يكون بديلا عن الحل السياسي.
وشدد على تقديم كافة أشكال الدعم للجانب الفلسطيني أمام الاجراءات الاسرائيلية، التي تحد من نسبة البضائع والتبادل التجاري بين الأردن وفلسطين.