باراك.. "عميل" كشف أسرار إسرائيل العسكرية

ايهود-باراك
حجم الخط

الاستنتاج القاطع هو أن ايهود باراك هو عميل ايراني. الإيرانيون هم الذين حصلوا على الفائدة الكبرى من الأسرار التي كشف عنها. لهذا فان المنطق يقول  إنه يعمل لديهم. صحيح: لقد وفر لهم المسدس الذي يتصاعد منه الدخان الذي كانوا يبحثون عنه.
سيقولون الآن: نحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا في وجه هؤلاء المجانين في تل ابيب، الذين جلسوا وخططوا كيف سيهاجمون. سيفهم العالم، الآن، لماذا توجد عندنا صواريخ بالستية ويتفهم ذلك. هذه ليست شائعات وتوقعات، بل امور مؤكدة قالها سيد أمن الصهيوني بصوته.
رأي آخر: فهمت أنني أخطأت. فباراك ليس عميلا ايرانيا وليس عميلا أميركيا بل وليس عميلا اسرائيليا. إنه عميل باراكي. فقط يهمه باراك، فهو الواحد والوحيد – والباقي الى الجحيم – بما في ذلك الأمن والصهيونية والوجود والمستقبل والأمة والمجتمع وكل شيء.
مصلحة باراك من التسجيلات والكتاب واحدة: تصوير نفسه كزعيم شجاع بلا أخطاء – على أعتاب عودته المحتملة الى السياسة. وحسب اقواله فقد دفع باتجاه العمل العسكري ضد ايران متصادما مع مجموعة من الاقزام الخائفين وضعيفي الرأي، مثل رئيس الاركان، غابي اشكنازي، والوزراء دان مريدور وبني بيغن ويوفال شتاينيتس وبوغي يعلون، الذين سيطر عليهم الخوف.
كان يمكن سماع كمية الاسرار التي كشف عنها باراك. صحيح أن جزءاً من هذه الامور نشر في السابق، ولكن بطريقة غير مباشرة وعامة. الآن يصدر هذا من فم البطولة بشكل أكثر حميمية وأكثر دقة مع التواريخ المفصلة والتقييمات ومواقف المشاركين في الجلسات الاكثر سرية. حتى النشر في ستوديو الجمعة في القناة الثانية لم يعرف أحد في ايران أن اسرائيل كانت تنوي مهاجمة المفاعلات النووية الايرانية ثلاث مرات، في 2010 و2011 و2012. ولم يعرف أحد أن الجيش الاسرائيلي لم تكن لديه القدرة المطلوبة لذلك في 2010. ولم يحلم أحد أن يكون اعتبار تحديد موعد الهجوم في 2012 هو العلاقات مع الولايات المتحدة، الامر الذي يجعلنا تابعين، وهو الامر الذي أصبح معروفا للجميع.
يدور الحديث عن ضرر شديد لأمن الدولة. فمن يريد التعاون مع دولة تكشف عن أسرارها؟ وكيف يمكن الحديث بشكل حر في الكابنت الامني اذا كانت العادة الجديدة هي «تحدث وانشر لأنني أنا المهم وليس الدولة».
هذه ليست المرة الاولى التي يفشل فيها العميل باراك. ففي أيار الماضي، في مقابلة تلفزيونية في القناة الاولى في ذكرى مرور 15 سنة على الانسحاب من لبنان، كشف باراك سرا عسكريا حتى الرقابة تمنع اعادة ذكره هنا في الصحيفة. ولو كان مردخاي فعنونو قال امورا مشابهة فكان سيجد نفسه في السجن.
في 2011 انتقد مراقب الدولة شركة الاستشارات التي انشأها باراك بعد إنهاء منصبه كرئيس للاركان. لم يسأل المراقب  السؤال الملح جدا: لماذا يحصل باراك على الملايين؟ وما الذي يبيعه للشركات الكبيرة؟ يقول المنطق إنه يبيعها المعلومات التي حصل عليها كرئيس للاركان وكرئيس للوزراء وكوزير للدفاع، عن مواضيع عسكرية عديدة مثل ميدان المعركة المستقبلي، وإلا فما حاجتها اليه؟ أنا مبدئيا ضد كل من يبيع المعلومات التي حصل عليها في اطار وظيفته.
في كل الاحوال، لو تم التحقيق مع اشكنازي في حينه بسبب محادثة له مع صحافيين عسكريين، وهذا عمل روتيني، فلماذا لا يستدعي المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين باراك للتحقيق بسبب الضرر الذي تسبب به في أعقاب اعطاء المعلومات المتعلقة بايران.
في أحد التسجيلات التي لم تنشر بعد يقول باراك إنه يمكن أن يتوجه معسكر اليسار – الوسط اليه مستقبلا ليقف على رأسه. بحق السماء، ليس هذا بالذات، الرحمة. رجاء.

عن «هآرتس»