معادلة... ليس دينا ولا نضال

حمدي فراج.PNG
حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

لا شك أن اتصال الاخ اسماعيل هنية بما يمثل في قمة هرم حركة حماس ، بزوجة الشيخ المجاهد الاسير حسن يوسف، التي ابتليت بسقوط ولديها في براثن العدو ، قد أضفى شيئا نوعيا من المواساة في قلب هذه الام ، فكأنه تحدث باسمنا كلنا ، بل وكأنه واسانا كلنا ، لأن الجرح جرحنا ، سيمر وقت طويل قبل ان يندمل ، بل ان هذا النوع من الجراح يستعصي على الشفاء او الاندمال ، وقد نقل لنا التاريخ بعضا من تراجيديا اليونان القديم منذ الاف السنين بعضا من شواهد تلك الجراح .

وبعد كل التقدير العالي للفتة رئيس حركة حماس هذا الاتصال التعاضدي الاخوي الانساني ، فتشت في تلابيب الخبر الذي نشرته وسائل الاعلام الحمساوية عن أن ارى اسما لهذه الام ، فلم أجد ، وهي بدورها مبتلاة كما زوجها وربما أكثر ، وكأني بها تنظر الى المرآة وتحدق في منطقة بطنها إن كان فعلا قد حمل بمثل هؤلاء ، وإن كانا فعلا قد رضعا من حليبها الطاهر. وتساءلت: لماذا تغفل وسائل اعلام حماس عن ذكر اسمها، في حين تذكر اسم الابن الثالث "اويس" الذي هاتفه هنية خلال مكالمة الوالدة المفجوعة. واضح ايضا ان الوكالات لم تستطع ان تنقل على لسان هنية تمكنه من لفظ كنيتها "ام م" ولا "ام ص" ، فهذا يسيء اليها ويحط من مقدارها ويذكرها بالعار الذي تريد ان تنساه، رغم ان ليس لها فيه ناقة او جمل، وفق قوله تعالى والذي لا قول بعده "ولا تزر وازرة وزر أخرى" .

هل هذا من الاسلام في شيء يا حركة حماس اغفال اسماء النساء ونحن نعرف اسماء كل من كان لهن علاقة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدءا بوالدته آمنة ، وزوجاته : خديحة وسودة وعائشة وحفصة وزينب –اثنتان زينب –وجويرية وام سلمة وصفية و حبيبة ونعرف اسماء بناته الاربع ، رقية وفاطمة وام كلثوم وزينب ، وحتى مرضعته الرئيسية حليمة .

كيف ينفع تحرير فلسطين بدون تحرير نسائها الماجدات، وكيف ينفع تحريرهن ونحن نخجل من أسمائهن؟! حتى وصل الامر ان يتم ابقاء مكان اسمها على بطاقة زفافها خاليا او يتم الاستغناء عنه بالحرف الاول . ألا ترى يا سيد هنية ان هذا قد يسهم بعد قليل في كشف مدى هشاشة اوضاعنا الاجتماعية والفكرية وحتى الدينية بحيث تصبح عرضة للاختراق لكل من هب ودب ، فيخترقنا؟

ولا غرو ، ان المثلبة انتقلت ايضا لبقية الفصائل بما فيها بعض فصائل اليسار التي اصبحت بدورها تتعاطى مع اسم المرأة كعورة يجب التستر عليه ، في حين نراها في دول اخرى تقود الطائرة وتدرّس في الجامعة و تدير المستشفى ، بل وتترأس الحكومة.

كيف كنا سنعرف عن عبلة عنترة وخولة طرفة وهند ابن كلثوم وسعاد ابن زهير والخنساء واليمامة واسماء ابي بكر وبنت الأزور وميسون معاوية لو ان من حكموا انذاك حظروا اسمائهن ؟ و عن أي امرأة سيكتب التاريخ للاجيال القادمة من حقبة حكمكم لطالما ان اسمها عورة؟ هذا ليس دين يا شيخ ولا نضال .