أصدرت صحيفة "المواطن الجزائرية" صباح اليوم الأربعاء، ملحقاً خاصاً يتحدث الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الصهيونية، وذلك بإشراف الأسير المحرر خالد صالح "عزالدين" المكلف بملف الأسرى في سفارة دولة فلسطين بالجزائر، بمشاركة مجموعة من الكتاب والإعلاميين من فلسطين وخارجها والمهتمين بشؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عز الدين: "نشكر كل وسائل الإعلام الجزائرية المكتوبة والمقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك لمؤسسة جريدة "المواطن الجزائرية" وكل العاملين بها، وعلى رأسهم مدير التحرير، محمد كيتوس، والأخت الكريمة مسؤولة قسم التركيب والتصفيف في الجريدة، سامية زيدان، إلى جانب كل الفنيين والعاملين بالصحيفة والذين عملوا ليل نهار ليخرج ملحق الأسيرات إلى النور.
وأضاف: "الملحق الخاص بالأسيرات الفلسطينيات تضمن عدد كبير من المشاركات والمساهمات لكتاب وأدباء من فلسطين المحتلة ومن خارجها، ضمن المشاركة الحصريه للملحق ولصحيفة "المواطن الجزائرية" وبعضها الآخر كتابات وتقارير ومقالات وأخبار من مؤسسات مختصة بقضايا الأسرى وعناوينها المختلفة، حيث يصدر هذا الملحق الخاص لفضح جرائم وممارسات الاحتلال الصهيونى بحق الشعب الفلسطيني والأسرى والأسيرات، ولدعم ونصرة الأحرار القابعين في زنازين الاحتلال الصهيوني".
فيما تضمن الملحق المنشورات التالية:
أولاً: افتتاحية العدد للإعلامي والكاتب فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والاعلام، بعنوان: "الماجدات الحرائر في الباستيلات الصهيونبة تحريرهن واجب، وقد قال فيها "إن ما يجري ضد أسرانا البواسل، وأسيراتنا الماجدات الحرائر داخل الباستيلات الصهيونية عار على جبين الإنسانية ودعاة حماة حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بأسره، فهؤلاء الأسرى لم يتم اعتقالهم إلا بتهمة هويتهم الفلسطينية وجريمة أنهم أصحاب الأرض الشاهدون على سرقة أرضهم ومصادرة حقوقهم، ومعركة الإفراج عن الأسرى وإنصافهم واجب ودين في الأعناق، ولا تنفصل هذه المعركة بالمطلق عن معركة استرجاع الأرض، فهما معركتان تُكملان بعضهما البعض، وبالتالي لا بد من تفعيل قضية الأسرى على كل المستويات وعدم تركهم لوحدهم، وبذل كل الجهود من أجل إطلاق سراحهم.
ثانياً: شمل الملحق مقالات وتقارير كثيرة، حيث كتب الدكتور عماد مصباح مخيمر مقالاً بعنوان: "المرأة الفلسطينية الأسيرة وصناعة اللحظة التاريخية" جاء فيه إنّ مشاركة المرأة الفلسطينية في الدفاع عن حقوق وهوية الشعب الفلسطيني كانت مستمرة طوال مراحل الصراع مع الكيان الصهيوني، ولعل الأرقام والإحصائيات التي تشير إلى عدد النساء الفلسطينيات الأسيرات لدى دولة الكيان الصهيوني، يحمل دلالة إلى القيمة الوطنية الكبرى للمرأة الفلسطينية في مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية".
ثالثاً: مقال للكاتب والأكاديمى الفلسطيني د. خالد حامد أبو قوطة، جاء فيه: إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى قرابة 900 أسيرة، وكما تم اعتقال عدد من المقدسيات المرابطات في المسجد الأقصى، وأعيد اعتقال أسيرتين تحررتا في صفقة "شاليط"، ليتعرضن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب والإهانة والمعاملة الغير إنسانية، ولا زالت سلطات الاحتلال تختطف في السجون ومراكز التوقيف الإسرائيلية حتى شهر يوليو عام 2019م ثمانية وثلاثون أسيرة فلسطينية منهن عدد ثمانية عشر موقوفة لم يتم إصدار حكم عليهن بل يتم تجديد الاعتقال الإداري بشكل دوري.
أما معاناة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال فتبدأ منذ لحظة إلقاء القبض عليها، وقبل معرفتها بالتهم الموجهة إليها وبداية التحقيق معها، لتواجه الاعتقال الإداري والتعذيب والعزل الانفرادي وظروف صحية ومعيشية قاسية.
رابعاً: كتب الاعلامى البارز الأستاذ على سمودى تقريراً بعنوان: "الأسيرة نسرين حسن أرسلت لهم هدايا صنعتها بيديها لتزرع فيها الأمل والفرح".
خامساً: كتب الباحث والكاتب الفلسطينى حسن العاصى المقيم فى الدنمارك، مقالاً بعنوان: "الأسيرات الفلسطينيات حرائر فلسطين.. شموخ وعزيمة لا تلين، جاء فيه رفعت المرأة الفلسطينية اسم فلسطين عالياً، وتواجدت بفعالية في كافة الثورات والانتفاضات والتحركات الجماهيرية وفي كل مفاصل الحركة الوطنية الفلسطينية تاريخياً، وكانت في مقدمة الصفوف، واجهت رصاص وسياط الجلادين الصهاينة أعداء الحياة والإنسانية. فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في ستينيات القرن العشرين، ساهمت المرأة الفلسطينية في مختلف المراحل النضالية، وشاركت الرجل الفلسطيني جنباً إلى جنب وعلى قدم المساواة في الدفاع عن الأرض التي احتلها المغتصب الصهيوني.
شاركت في العمليات الفدائية، وساعدت في نقل الأسلحة وتخزينها، واندفعت المرأة الفلسطينية وحملت السلاح وناضلت بجانب المقاتلين في الذود عن وطنها وكرامتها ومقدساتها. تقاسمت مع الرجل كل شيء، وشاركته حب فلسطين وعشقها الذي نمى وترعرع مع شذى التراب الطاهر. حملت الحجر وشاركت في كل الانتفاضات الوطنية ضد الاحتلال. زرعت الأرض مع الرجل وحصدتها وحدها حين يغيب شهيداً أو أسيراً. لم تتواني المرأة الفلسطينية في بذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق أهداف شعبها في الحرية والانعتاق من الاحتلال الصهيوني البغيض. قدمت حليها لشراء الأسلحة الذي حملته لتواجه المحتل.
سادساً: كتبت الإعلامية الفلسطينية تمارا حداد، الناشطة بقضايا الأسرى مقالاً بعنوان: "الأسيرات الفلسطينيات بين مطرقة الاحتلال وسندان قبور الأحياء، جاء فيه معركة الأسيرات هي معركة جميع أبناء الشعب الفلسطيني فالأسيرات يحتجن دعم ثلاثة عشر مليون فلسطيني في أنحاء العالم، فإذا تضامنوا معهن سيقلب شعبنا المعادلة بوجه كل هذا العالم الظالم. ودور الفصائل يجب أنّ يكون بارزاً في دعم تلك المعركة المصيرية التي تخوضها الاسيرات، فالأسيرات في أعناق كل ضمير حي استعصى على الذوبان، فقضيتهن تجاوزت الخطوط الحمراء.
سابعاً: كما سلّط الأسير المحرر إسلام عبده، الضوء على حجم معاناة الأسيرات فى السجون بمقال بعنوان: "الأسيرات الفلسطينيات جرح نازف واستهداف متعمد، وفي مقال خاص للملحق كتبت الأسيرة المحررة روضة إبراهيم حبيب حول أوضاع الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني.
وأعد الأسير المحرر إبراهيم مطر، مدير قسم الإعلام الإلكتروني والمرئي بمفوضية الشهداء والأسرى والجرحى، تقريراً بعنوان "فتيات منهن أمهات تجرعن مرارة الأسر بسجون الاحتلال".
كما كتب الروائى وليد الهودلى، مقالاً بعنوان: "أمهات في مدافن الأحياء"، جاء فيه أنّ "المرأة الفلسطينية طيلة عقود مقارعة الاحتلال وهي إما جنباً إلى جنب مع الرجل أو متقدمة أحيانا كثيرة، يقع على عاتقها الحمل الأكبر من هذه المصابرة والمواجهة الساخنة التي لم يكد يخب أوارها إلا واشتعلت من جديد ذلك بأن هذا الشعب لا يتعايش مع الظالمين برجاله ونسائه، فلم يتخل الاحتلال عن اعتقال النساء ولم تفرغ معتقلاته منها وهو بذلك لا يحترم خصوصية امراة أو حتى طفلاً أو مسناً أو مريضاً، الكل في ماكينة عذابه دون أدنى اعتبار لأي خصوصية.
وقالت الأسيرة المحررة سوزان العويوي، فى تقرير نشره "مكتب إعلام الأسرى": "بعد الإفراج عنها كيف يحاول الاحتلال يحاول طمس أي ملامح للحياة لدى الأسيرات، حيث جاء فيها "أنّ إدارة سجون الاحتلال تحاول طمس وإلغاء كل ملامح الحياة لدى الأسيرات في السجون بالممارسات القمعية والإجرامية بحقهن، وأضافت في حديثٍ لمراسل مكتب إعلام الأسرى بأن أوضاع الأسيرات في سجن الدامون مأساوية، وهناك حالة استقواء من الإدارة على الأسيرات، لمحاولة سحب الانجازات وكتم الفرحة عنهن، وفرض إجراءات صارمة غير متعارف عليها في السجون".
كما سلّطت الأسيرة المحررة "إسراء لافي" في تقرير نشرته الضوء على معاناة الأسيرات وحياه الأسيرات داخل سجون الاحتلال وكيف الأسيرات يعشن حالة توافق داخلي بينهن في مقارعة السجان، وسياسة الإهمال الطبي نظراً لغياب الأطباء الأخصائيين لمعالجة أمراضهن، والاكتفاء بطبيب عام.
يُذكر أنّ الملحق المؤلف من 8 صفحات يضم عدد كبير من التقارير الإعلامية لمؤسسات مهتمة بقضايا الأسرى، وتقارير جاءت تحت عناوين متعددة، منها بعنوان معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال.. ملفٌ شائك بحاجة إلى حلٍ عاجلٍ وجذري، وتقرير آخر بعنوان "المحررة أم عاصف البرغوثي: إدارة السجون تتعمد تحويل حياة الأسيرات إلى عذابٍ دائم"، فيما كتبت بالختام الأسيرة المحرره هنية ناصر قصيدة للملحق بعنوان: "قد مسنا الشوق".