كشفت صحيفة إسرائيلية أن الحرب القادمة بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة ليست بالبعيدة، مؤكدة على أنها ستكون الأكثر دموية وتدميرًا من أي حرب سابقة.
وأوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الاثنين، أن تقديرات الخسائر في الحرب القادمة ستكون أعلى بكثير، سواء بالنسبة للجنود أو المدنيين.
وأضافت نقلًا عن مسؤولين في جيش الاحتلال تأكيدهم ضرورة أن يحقق الاحتلال نصرًا حاسمًا في أي حرب مستقبلية مع أعدائه - على حد تعبيرها-، سواء كانت حركة حماس في قطاع غزة أو حزب الله اللبناني، حتى يفكر الجانب الآخر جيدًا قبل الدخول في الحرب مستقبلًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي أعطى الأولوية للجبهة الجنوبية- قطاع غزة- باعتبار أنها تتضمن احتمالًا أكبر لتفجر الصراع، موضحة أنه وافق بالفعل على خطط القتال التشغيلية وأنشأ مؤخرا وحدة إدارية لتشكيل قائمة من الأهداف المحتملة في قطاع غزة في حال اندلعت الحرب.
وأوضح جيش الاحتلال أنه مستعد للحرب، وأن قواته رفعت من وتيرة التدريب كما قام بتخزين كميات من الأسلحة والذخيرة تبلغ أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كما أن المخابرات العسكرية لديها مئات الأهداف الجاهزة. وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن "الاحتلال أكمل أكثر من حاجز تحت الأرض يهدف لصد هجمات حركتي حماس والجهاد الإسلامي عبر الأنفاق الهجومية على الحدود البالغ طولها 65 كيلومتراً".
كما أنهى الاحتلال، بحسب الصحيفة العبرية، الجزء البحري من هذا الجدار، الذي يهدف إلى وقف أي هجمات تقوم بها الضفادع البشرية التابعة لحركة "حماس".
وذكرت أنه "رغم أن جيش الاحتلال يقول إن معظم الأنفاق العابرة للحدود قد دمرت ولم تعد تشكل تهديدا، فإنه يعلم أن أي فتحة نفق موجودة داخل القطاع متصلة بشبكة من الأنفاق، المليئة بالأسلحة والمقاتلين".
ولفتت إلى أن "جيش الاحتلال يعرف أيضا أن الحرب القادمة ستشمل هجوما بريا شاملا، لأن الحرب الجوية وحدها لن تجبر حماس على الاستسلام".
وأضافت أنه "في هذه الحالة ستدفع دولة الاحتلال بآلاف الجنود إلى غزة، باستخدام دبابات وناقلات جنود مدرعة، وتحت غطاء من القصف الجوي الضخم ونيران الزوارق البحرية"، مرجحة أن تشارك أيضا قوات الكوماندوز من وحدات القوات الخاصة في تنفيذ عمليات القتل المستهدفة وغيرها من العمليات السرية.
وبينت الصحيفة أن دولة الاحتلال تتوقع أن تتعرض الجبهة الداخلية لقصف متواصل بالصواريخ وقذائف الهاون في الحرب القادمة، لذلك فقد زادت من قدرتها على الدفاع الجوي وأعدت خططا لإجلاء المجتمعات المحلية المتاخمة لقطاع غزة.
وتابعت جيروزاليم بوست إنه في المقابل فإن الحركات الفلسطينية في قطاع غزة لم تجلس مكتوفة الأيدي خلال السنوات الخمس التي انقضت منذ الحرب الأخيرة.
وأوضحت أن "هذه الحركات زادت من معرفتها وقدراتها في العديد من المجالات: مثل الطائرات بدون طيار، والأسلحة الدقيقة، والصواريخ المضادة للدبابات، وجمع المعلومات الإلكترونية والاستخباراتية، والبنية التحتية الدفاعية والهجومية تحت الأرض، وأنظمة الدفاع الجوي، وغير ذلك".
ورغم الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ 12 عاما، فقد تمكنت الحركات الفلسطينية في قطاع غزة من زيادة ترساناتها الصاروخية كما وكيفا. وفق المصدر ذاته.
ونوهت إلى أن "انخفاض تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر سيناء، دفع الحركات الفلسطينية إلى إنتاج صواريخها محلية الصنع".
يذكر أن آخر جولة تصعيد بين الاحتلال وحماس في مايو الماضي، شهدت مقتل خمسة إسرائيليين واستشهاد أكثر من 20 فلسطينيا.