اعتذروا .. فهذا يرفع من شأن المخطيء

22.PNG
حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

" الرئيس الأسد فتح لنا كل الدنيا وكنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين . علينا أنْ نصدح بكلمة الحق والصدق حتى وإن لم يرق ذلك للكثيرين".. بهذه الكلمات حرفيا نطق الدكتور محمود الزهار القيادي المخضرم في حركة حماس محاولته استخطاء الحركة بسبب موقفها من سوريا مقدمة لاعادة العلاقات بينهما ، وهي كلمات على اهميتها من على لسان الزهار ، فإنها تستحضر معها بعض النقاط التي لا بد من ان نتوقف عندها من اجل الفائدة المرجوة للنضال عموما .

لم يكن هذا اعترافا واضحا وصريحا بالخطأ الخطيئة ، ليس بحق سوريا العظمى فحسب ، بل بحق الامة كلها وبحق حركة حماس المجاهدة، خاصة ان الاسباب التي ساقتها الحركة للوقوف ضد النظام السوري قد سقطت كلها بدون استثناء بعد ما قاله الزهار من أن الاسد "فتح لنا كل الدنيا" ما يعنيه هذا انكم وقفتم ضده بلا سبب ، ولأن ليس في الحياة كلها نتيجة بلا سبب ، فإنكم في حقيقة الامر تكونون قد تآمرتم عليه لاسقاطه مع بقية المتآمرين ، وما أكثرهم.

انظروا الفرق بين موقفكم وبين موقف حزب الله ، تتضح صورتكم .

لا ولن يبرر لكم ولا لغيركم بالطبع ، مقاتلتكم العدو الاسرائيلي ، تآمركم على شعوب ودول شقيقة تقف الى جانبنا بالباع والذراع كما يقال، لا ولا كونكم فصيل ديني له علاقة مباشرة برب العالمين وهدفه اقامة شرعه بين عباده ، بمعنى، هل يمكن ان تستوي علاقتنا مع حركة داعش اذا قاتلت اسرائيل؟ فهي بدورها تطرح نفسها كحركة دينية وربما تصور نفسها انها على علاقة اوثق من اي حركة اخرى بالدين والشرع؟ وبالمناسبة، لم يشفع لكم عندها ما قاله اميرها الظواهري عندما خضتم انتخابات التشريعي، حيث اعلن موتكم ونعاكم الى الامة بقوله: عظم الله أجر الأمة في حركة حماس.

كان ذلك قبل ثلاث عشرة سنة ، بعدها وجدتم انفسكم جنبا الى جنب معها في مناهضة سوريا، لكن في مجابهة حزب الله وهو حليفكم .

إن موقفكم في سوريا يتطلب جرأة وضوح الاعتراف والاعتذار بدون غمغمة وبدون اي نوع من التورية ، وبالطبع بدون خجل وبدون ديبلوماسية، لأن هذا من شأنه فقط ان يسهم في ان تصفح سوريا وتسارع في تسامحها، بل من شأنه ان يجعل من الرأي العام في سوريا و طلائع الأمة وباقي اطراف محور المقاومة يرفعون الضغط عنكم فيتحول الى سوريا، خاصة وان الامر استغرق منكم وقتا طويلا (ثماني سنوات) وانتم تصدحون بغير "الصدق والحق"، عدا عن ان بعض قيادييكم ما زالوا سادرين في مهاجمة سوريا ونظامها، آخرهم عضو التشريعي نايف الرجوب قبل شهر لصحيفة الخليج اون لاين بقوله "أي تقرُّب من هذا النظام، سيكون على حساب الشعوب الحية، والنظام السوري لم يعد له أي تأثير على المستوى الإقليمي، والتقرب منه في ظل الظروف الحالية، سيكون ضرراً محضاً وعديم الجدوى أو المنفعة"!