أكد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، على أن الجانب الاقتصادي من خطة السلام المزعومة المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن" لن يتم دون اتفاق سياسي.
وأوضح غرينبلات في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن جاريد كوشنير قام بجانب طاقم مهني من الإدارة الأمريكية بصياغة خطة بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين والأردنيين والمصريين واللبنانيين، لكن لن ينجح أي من هذا ما لم تكن هناك خطة سياسية يتفق عليها الطرفان (الإسرائيلي والفلسطيني).
وأضاف أنه دون التوصل لتسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، فلا يوجد أي قيمة للخطة الاقتصادية التي أعلن عنها خلال ورشة البحرين، التي أقيمت بالعاصمة المنامة خلال شهر يونيو الماضي.
وفي محاولة منه للتغطية على فشل ورشة البحرين التي بادر إليها جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجه غرينبلات انتقادات شديدة اللهجة للقيادة الفلسطينية، ممثلة بالسلطة الفلسطينية، التي رفضت المشاركة بالورشة، وتواصل مقاطعة إدارة ترامب لانحيازها التام للاحتلال.
وتابع غرينبلات: "هؤلاء الناس يتلاعبون بالخطة الأميركية، وهناك من يدعي أن هذه الخطة فارغة ولا يوجد بها شيء سوى محاولة تقديم رشاوى للفلسطينيين".
واستدرك قائلًا: "لكنني أريد أن أؤكد للجمهور، أننا نفهم أنه لا يوجد سلام اقتصادي وحده، ونريد أيضاً أن نوضح أنه لن يكون هناك سلام سياسي دون التأكد من أن حياة الفلسطينيين تتحسن اقتصادياً".
وأشار إلى أن الجانب السياسي من خطة السلام، الذي لم يتم الكشف عنه بعد، يبلغ حوالي 60 صفحة، ووعد بتحويله بذات الوقت إلى إسرائيل والفلسطينيين.
ودعا غرينبلات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى عدم وضع شروط مسبقة لمبادرة السلام، ولكن العودة إلى طاولة المفاوضات.
واستطرد: "عندما أجلس مع الفلسطينيين العاديين، قد لا يتفقون مع سياستنا، لكنهم ما زالوا واقعيين ومنفتحون على الخطاب، والسلطة الفلسطينية، للأسف، غير مستعدة للحوار، هكذا لا يمكن تحقيق السلام".
يذكر أن غرينبلات يسعى للالتفاف على الموقف الفلسطيني الرسمي الرافض للتعامل مع المشاريع الأميركية وأبرزها "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر التوجه مباشرة للشعب الفلسطيني، بغية التأثير على الرأي العام، ومحاولة اختراقه لصالح قبول المخططات الأميركية السياسية والاقتصادية.