يلتقي مسؤولون في الاتحاد الاوروبي الخميس في فيينا قادة في دول غرب البلقان في قمة قلبت جدول اعمالها ازمة المهاجرين الذين اصبحت هذه المنطقة احد البوابات الرئيسية لدخولهم إلى أوروبا الغربية.
وكان يفترض أن تتناول هذه القمة التي اعلن عنها العام الماضي وستحضرها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، التعاون الاقليمي وآفاق توسيع الاتحاد ليشمل بعض دول هذه المنطقة.
لكن “طريق غرب البلقان” الذي يسلكه آلاف المهاجرين الراغبين في التوجه الى الغرب بات مركز الاهتمام في اسوأ ازمة للاجئين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في الاتحاد الاوروبي.
ويعبر سوريون وعراقيون فارون من الحرب وكذلك البان وكوسوفيون وصرب بحثا عن حياة جديدة، هذا الطريق. وهم يمرون تحت الاسلاك الشائكة او يقتحمون القطارات او الحافلات في مشاهد فوضى تشهد تزايدا في شرق اوروبا مع تقدم هؤلاء المهاجرين باتجاه الغرب.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء “الدول في اوروبا وغيرها الى البرهنة على تعاطف وبذلك جهود اكبر بكثير من اجل حل ازمة” الهجرة هذه.
واعلنت المجر التي تواجه عددا قياسيا من المهاجرين الذين تدفقوا على حدودها مع صربيا انها سترسل قريبا 2100 شرطي الى الحدود، بينما اقترح الحزب الحاكم اللجوء الى الجيش “للدفاع عن الحدود”.
واندلعت مواجهات ايضا أمام مركز الاستقبال الرئيسي في روسكي حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع نحو مئتي شخص من مغادرة المبنى المخصص لتسجيل المهاجرين.
وسجل رقم قياسي جديد في يوم واحد الثلاثاء في المجر بوصول 2500 شخص من سوريين وافغان وباكستانيين وغيرهم، من صربيا.
ومنذ كانون الثاني/ يناير سجلت بودابست مئة الف طلب لجوء وبدأت بناء سياج على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 175 كلم مع صربيا، يفترض ان ينتهي في 31 آب/ اغسطس.
في المقابل، وفي البحر المتوسط اطلقت عشر عمليات انقاذ الاربعاء لانتشال مهاجرين على متن مراكب او زواررق مطاطية تواجه صعبوات في قناة صقلية غير البعيدة عن سواحل ليبيا. واعلن خفر السواحل الايطالي انه تم انقاذ ثلاثة آلاف شخص.
لكن المصدر نفسه اعلن العثور على جثث 55 مهاجرا على متن ثلاثة مراكب بينهم 51 كانوا في قعر احدها. ويبدو ان هؤلاء توفوا اختناقا بالغازات المنبعثة من محرك المركب الصغير، كما ذكرت معلومات صحافية غير مؤكدة.
وكانت البحرية الايطالية وبعثة تريتون الاوروبية انقذتا الاسبوع الماضي 5300 شخص.
وفي مواجهة تدفق هذا العدد الكبير جدا من المهاجرين واجهت ايطاليا واليونان والمجر انتقادات من بعض شركائها للسماح لهم بالمرور.
وردا على الانتقادات، قال وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني ان بلاده تشكل “نموذجا ايجابيا” بانقاذها “عشرات الآلاف من الارواح البشرية” في المتوسط.
واضاف الوزير الايطالي ان “اوروبا تحتاج الى السير في اتجاه معاكس تماما لذلك الذي يقضي بانتقاد الدول الواقعة على الحدود الخارجية”، مشددا على ضرورة “ادارة اوروبية لتدفق” اللاجئين.
وتابع ان “المهاجرين يصلون الى اوروبا وليس الى ايطاليا او اليونان او المانيا او المجر. الامور كما تجري الآن يمكن ان تعرض شينغن للخطر”.
ودعا اندريه بابيس احد نواب رئيس الحكومة التشيكي من جهته الى “اغلاق” الحدود الخارجية لمجال شينغن من اجل “الدفاع″ عن منطقة التنقل الحر هذه.
ولم تتمكن الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد من الاتفاق على توزيع عادل لطالبي اللجوء بينها وتواجه صعوبة في اقامة المراكز التي يفترض ان تخفف من اعباء الدول التي يصل اليها المهاجرون اولا من اجل الفصل بين القادمين لاسباب اقتصادية واللاجئين.
ولمواجهة هذا الوضع دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ورئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الى اقامة مراكز استقبال وفرز للاجئين تمولها المفوضية الاوروبية.
واخيرا، تعهدت الاربعاء عدم التسامح مع الهجمات “المعيبة” ضد طالبي اللجوء ومواجهة اليمين المتطرف الذي استقبلها بصيحات الاستهجان لدى وصولها الى مركز ايواء في هايديناو (شرق) في حين يستمر تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا.
وقالت ميركل “يجب القول بوضوح: لن يتم التسامح ابدا مع هؤلاء الذين لا يحترمون كرامة الاخرين”.