انتفاضة حقيقية في القدس: إسرائيل لا تعترف !

20152808104921
حجم الخط

بقلم: ارئيلا رينغل هوفمان

اذا ما وعندما يجتاز غال هيرش الانتقاد الشرطي الداخلي، احتجاج المفتشين العامين المتقاعدين والالوية المعتزلين، يقفز عن عائق لجنة تيركل، وربما ايضا محكمة العدل العليا ويستقر في مكتب المفتش العام. 
أن يجد على الطاولة صديقا قديما وغير محبوب: ملفا يتحدث بلغة يعرفها وتتعلق بالانتفاضة الجارية في القدس منذ سنة على الاقل. 
ليس مؤكدا أن هكذا توصف في الوثائق المكتوبة، ولكن هكذا تظهر في المداولات. انتفاضة داخل القدس قاسية واليمة، تجري في هوامش الخطاب العام.
هكذا عرف الامر منذ ايلول 2014، بعد قليل من انتهاء حملة «الجرف الصامد». والمعطيات التي جمعت من يوميات الاعمال في محطات الشرطة في العاصمة كشفت النقاب عن صورة قاسية: نحو الفي عملية احراق مقصودة اثناء اربعة اشهر تقريبا؛ تعطيل 30 في المئة من مقطورات القطار الخفيف، التي اضر بها المرة تلو الاخرى «المشاغبون» في الاحياء الفلسطينية؛ مئات حالات رشق الحجارة في الشهر؛ سيطرة المصلين المسلمين على محطة الشرطة في الحرم؛ اضرار بالاملاك العامة بملايين الشواكل وكذا 600 معتقل و 200 لائحة اتهام.
في تشرين الاول 2014 اضيفت الى القائمة ايضا عملية دهس في جفعات هتحموشت، ارتفاع في حجم رشق الحجارة والزجاجات الحارقة وتخريب محطة وقود في التلة الفرنسية في القدس. 
وفي الاسابيع التي تلت ذلك جرى تراشق حاد للكلام بين نير بركات واسحق اهرنوفتش، حين اتهم رئيس البلدية وزير الامن الداخلي بانعدام الفعل، واقترح الوزير من جهته على رئيس البلدية الا يتدخل.
قال المفتش العام، يوحنان دانينو، في مداولات جرت في بداية تشرين الثاني 2014 في لجنة الداخلية في الكنيست انه «لا شيء في العناوين الرئيسة عن انتفاضة في القدس»، فقد قال ان «الشرطة اتخذت علاجا مصمما ونجحت في أن تخفض بشكل كبير جدا اعمال الاخلال بالنظام». بعد بضعة ايام من ذلك جرت عملية طعن في الخان الاحمر، وفي نهاية الشهر ذاته تعرض للاعتداء تلميذا مدرسة دينية في شرقي المدينة، وفي كانون الاول تعرضت للاعتداء هناك عائلة. والقائمة بالطبع جزئية. خلف العمليات، كما يعتقد الوزير، يقف رجال «حماس».
أول من امس، حررت بالذات وزارة البناء، التي تفعل منظومة الحراسة في حوض البلدة القديمة – ثلاثة احياء بين الاسوار هي جبل الزيتون، سلوان ومدينة داود، معطيات مقلقة تدل كم هو الوضع خطير. وينبغي التشديد على أن المعطيات تتناول شهري حزيران وتموز الاخيرين فقط وتجمل ما جرى فقط في تلك المنطقة الضيقة. وهكذا يبدو الحال: 580 حدثا معادا (قرابة عشرة احداث في اليوم)، منها 477 رشق للحجارة، 28 زجاجة حارقة، اعتداءات على اليهود، القاء زجاجات فارغة وما شابه. 
وهذا لا يتضمن اعمال الاخلال بالنظام، رشق الحجارة، والقاء الزجاجات الحارقة المتواترة واعمال الطعن في الاحياء الفلسطينية الاخرى في المدينة.
وكتب قبل عشرة اشهر د. كوبي ميخائيل، الباحث الكبير في معهد بحوث الامن القومي، نائب مدير عام سابق ورئيس الدائرة الفلسطينية في وزارة الشؤون الاستراتيجية يقول: «اقترح الا نستخدم اصطلاح «انتفاضة»». وكتب يقول: «صحيح أن استخدام اصطلاح «انتفاضة» ينظم الاحداث بشكل منطقي وسهل على الفهم، ولكن من المهم التشديد على الاثار السلبية المحتملة لاستخدامه على الوعي الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء». 
وعلى حد قوله، فان الاستخدام المتواتر لكلمة انتفاضة من شأنه أن يشعل إوار الدوافع الفلسطينية للكفاح، وبالتوازي يتسلل الى وعي «قوات الامن» ويدفعهم ليستخدموا يدا قاسية على نحو خاص.
قول مهم، بلا ريب، باستثناء ان الواقع منذ زمن ما طور حالة مناعة لذلك. «حتى لو اسمينا هذا حدثا سارا»، قال لي مسؤول كبير في الشرطة، «هذا انتفاضة». السؤال الكبير الواجب هو ما الذي يقف خلف التسامح – وان كان نسبيا – من الاحداث، سواء من جانب المستوطنين، من جانب الشرطة أم من جانب المحافل الفلسطينية؟ فهل كلهم راضين. هل المهم الا تفعل اسرائيل أي شيء يؤدي، ربما، الى ايجاد تسوية ما؟

عن «يديعوت»