بقلم: توفيق أبو خوصة

ما كتب بالدم لا يمحوه ما كتب على الفيسبوك

1503491000-7136-3.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

ما كتب بالدم لا يمحوه ما كتب على الفيسبوك ومن لا ماضي له لا مستقبل له ،،، على رسلكم جيل الشباب ،،، إن التجني على جيل الإنتفاضات و طلائع المناضلين من الشبيبة و الأسرى المحررين لا يزيدكم شرفا وقيمة ،،، بل العكس هو الصحيح ،،،

الإدعاء أن هذا الجيل يصادر حقكم في القيادة و صناعة القرار لا يمثل الحقيقة ،،، حيث أن الألاف إن لم نقل عشرات الألاف منهم تركوا الساحة لكم لتصنعوا شيئا و تأخذوا دورا هو لكم ،،، وهذه الشريحة الواسعة من المناضلين القدامى منهم الضابط والموظف.

الضابط المتقاعد، الأكاديمي ، التاجر، رجل الأعمال وغير ذلك "،،، وغالبيتهم أسماء كانت كبيرة و فاعلة على المستوى الفتحاوي وطنيا ونقابيا وتنظيميا في طول القطاع وعرضه ،،، كما أن الإدعاء الزائف بأن من هم على ساحة الفعل من هذا الجيل وهم قلة يرفضون تحول تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى حزب جديد حتى لا يمسح تاريخهم النضالي فهذا بحد ذاته معيب ويعبر عن تشوه فكري نتاج الراهن الملوث ،،،

هؤلاء كُتب تاريخهم بالدم و المعاناة ولا قوة في الأرض تستطيع إلغاؤه ،،، و هم عندما يرفضون فكرة الخروج من الحركة أو التنكر لإنتمائهم التنظيمي والقفز فوق قناعاتهم الأصيلة فهذا يأتي من منطلق الوعي العالي وحس المسؤولية الأخلاقية و الوطنية ،،، وهم باقون في حركتهم لن يغادروها تحت أي مبرر ،،، أما من يبحث عن مبررات لتشكيل حزب جديد فهذا شأنه ،،، ومنذ بداية إنطلاق التيار كان الأساس الأول والرئيسي في تشكيله ورؤيته الإستراتيجية هو التمسك بفتحاويته وإرثه النضالي وموروثه الكفاحي و البناء عليه بغض النظر عن كل الإجراءات و القرارات التي إتخذتها أو ستتخذها القيادة المتنفذة في رام الله .

غير أن التيار لم يغلق خياراته و أبدى إنفتاحا على الكل الوطني و بتركيز كبير على الهم الفتحاوي ،،، و أعطى النموذج عندما تم الإعلان عن إجراء الإنتخابات البلدية التي تم إلغائها لاحقا ،،، بأنه جزء أصيل من الحركة في دعم ومساندة مرشحيها الذين ترتضيهم القواعد الشعبية ،،، وتحت كل الإعتبارات لم تترك قيادة التيار بابا لإستعادة وحدة الحركة و ترتيب أوضاعها الداخلية ولم تطرقه و للأسف كانت تجابه سلبا ،،، و لعلم من لا يعلم فقد قيل من الرئيس أبو مازن شخصيا و غيره حتى قبل أن يتبلور هذا التيار و يمتلك ما يمتلك من حضور جماهيري و تنظيمي إذهبوا و إعملوا حزبا و سنعترف به فورا ،،، وكان الرد حاضرا هذه حركتنا و إرثنا و موروثنا لن نغادرها مهما كان الثمن ،،، وبعد مرور سنوات و تحقيق الكثير من الإنجازات يحق لأبناء التيار أن يفخروا بفتحاويتهم ،،، وهذا لا يعني أن التجربة كانت مثالية وبلا أخطاء أو سقطات هنا وهناك ولكن الأهم أنها تصر على الذهاب نحو الأفضل و تطوير الأداء في ظل واقع مرير و ملتبس لكن شمال البوصلة لا شك فيه ،،، وكذلك خيارات المستقبل فهي واضحة أيضا في المنطلق و الغاية على المستويين الوطني و التنظيمي تبدأ بفتح و تنتهي بفتح . البعض يتساءل ماذا لو أجريت الإنتخابات التشريعية أو الرئاسية ماهو موقف التيار منها ،،، و الإجابة البديهية طبعا هي المشاركة بكل قوة و زخم قد لا يتوقعه الكثيرون لأنها مسألة وطنية فارقة في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني من جديد و محطة مهمة لإستعادة الروح الفلسطينية و إعادة القضية الوطنية إلى موقعها الطبيعي على كل المستويات بعد كل هذا التراجع و المخططات التصفوية المطروحة ،،، وهنا تبرز الأسئلة التي تتردد على الألسنة كيف ستكون مشاركة التيار فيها ؟!!! هل ضمن قوائم فتحاوية موحدة ؟!!! أم في كتلة مستقلة ؟!!!أو في إطار تحالف وطني ؟!!! بالتحالف مع حماس ؟!!!! لقد قدم التيار رؤيته بوضوح في غير مرة ،،،

ان الخيارالإستراتيجي الأول و المفضل هو المشاركة ضمن قائمة فتحاوية موحدة تستند إلى معايير و خيارات إنتخابية ناجحة و مقبولة جماهيريا ،،، وفي حال رفضت القيادة المتنفذة في رام الله هذا الخيار ستكون الخيارات البديلة مفتوحة وفق قراءة الواقع التنظيمي والسياسي و الجماهيري في حينه لدى قيادة التيار وفق الأولويات الوطنية ،،، و تتراوح المشاركة في أي عملية إنتخابية بين تشكيل كتلة إنتخابية فتحاوية مستقلة تحت أي مسمى إنتخابي أو بناء تحالف وطني نواته الصلبة فتحاوية و يضم شخصيات وطنية و مرتفعات إجتماعية و أكاديمية ،،، أما بالنسبة لحركة حماس فهي شريك في الوطن وخصم سياسي و ليست حليف سياسي من حيث المنطلقات و الغايات و إن حصل تقاطع في المواقف و القضايا الوطنية هنا وهناك ولكنها لم ولن تصل إلى مستوى التحالف السياسي ،،، حتى لو توافقت مع الرئيس عباس على الدخول في المعترك الإنتخابي ضمن قائمة واحدة كما جاء في إحدى طروحاته العبقرية ، وهنالابد من الإشارة إلى أن أي فوز في هذه الإنتخابات و بأي قدركان سوف يشكل دافعا لوحدة فتح تحت قبة البرلمان ، لأن تيار الإصلاح الديمقراطي لن يتخلى عن هدفه الإستراتيجي بإستعادة وحدة فتح و إعادة هيبتها و روحها الكفاحية و ممارسة دورها الطليعي في قيادة النضال الوطني . نحن نؤمن بشدة و قناعة أن حركة فتح بحاجة لتجديد شبابها و تطوير أدائها و إستعادة روحها النضالية ضمن رؤية وطنية شاملة ، و تيار الإصلاح الديمقراطي ما يميزه عن الآخرين روح الشباب ، و هو أكثر إصرارا على تمكين الشباب و تسريع منحهم الدور الطليعي في كل مفاصل العمل و البناء لكن على رأي المثل الشعبي " من فات قديمه تاه " ، لذلك هناك حاجة و ضرورة لتكامل الأجيال و تفاضل الخبرات ، ومن مورس بحقه كل محاولات الإقصاء و العزل و الشطب و الإلغاء لا يجوز له أن يمارسها ضد الأخرين لا تنظيميا ولا وطنيا ، و ستبقى حركة فتح بمثابة البيت العتيق سدنته كل الفتحاويين و ليختلفوا و يتفقوا كما يشاؤون ولكن الإتفاق مقدس على أن هذا البيت لا بد من حمايته و الدفاع عنه فهو بيت الجميع وقاعدة الإرتكاز الوحيدة لتحقيق الحلم الوطن ،،، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية.