هل صار الانقسام نهائيا وتوقفت مساعي المصالحة

ابراهيم دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

من الملاحظ ان فتح بالضفة وحماس في غزة تنفردان بالسلطة ولم يعد احد منهما يتحدث عن ضرورة المصالحة واهميتها، بعد ان وصلت المساعي الى ابواب مغلقة وصار «كل يغني على ليلاه».

وتسعى اسرائيل وهي المستفيد الوحيد من الانقسام الى تعميق الانفصال بين جناحي ما بقي من الوطن، رغم بعض الخلافات والغارات او اطلاق الصواريخ بين الجانبين.

وفي هذه الاجواء يتزايد التطبيع العربي الاسرائيلي وحين ننتقد بعض المطبعين العرب يقولون لنا تصالحوا واتفقوا اولا وبعدها تحدثوا عنا. ولهم في هذا وجهة نظر تبدو منطقية.

والغريب او المستغرب، ان الكل يتحدث عن تحرير فلسطين وحرية الوطن والمواطن، وينسى هؤلاء ان بداية التحرير والعمل من اجله تكون بالوحدة الوطنية والعمل المشترك وتعزيز الجبهة الداخلية.

الرئيس ... والمستشارون

قال الشاعر معروف الرصافي يصف احد كبار المسؤولين العراقيين: وليس له من امرهم غير انه يعدد اياما ويقبض راتبا

وهذه حال عدد من المستشارين الذين انهى الرئيس ابو مازن خدماتهم ووظائفهم الوهمية. وكانت هذه خطوة صغيرة ومميزة، ولكنها تظل خطوة على طريق طويل لمحاربة كل مظاهر ووظائف وصفات الكثيرين من المسؤولين الذين لا مسؤولية عندهم او لهم، وانما هم مجرد اشخاص يقبضون مخصصات كبيرة وكثيرة بلا اية اعمال سوى ما لهم من علاقات وواسطات شخصية او حزبية.

ان السلطة تعاني ازمة مالية خانقة وتقدم لها اسرائيل بعض الاموال المسروقة من مخصصاتنا، لكي لا تنهار، ولا بد من اعادة تقييم كثير من النفقات سواء ما يتعلق بالسفريات او المؤتمرات والندوات بالاضافة طبعا للرواتب الكبيرة والامتيازات الخاصة. وبعضهم له ارصدة كبيرة خارج الوطن كما انهم يشترون الاراضي في اكثر من مكان وبمساحات واسعة واسعار مرتفعة.

القدس .. والمخدرات !!

تعاني القدس مشاكل وقضايا لا حصر لها، في مقدمتها ما يمارسه الاحتلال من تهويد وبناء استيطاني وتهجير للمواطنين، وغير ذلك من الامور المعروفة تجاريا وسياحيا وتعليميا وهدم المنازل وتعقيد الحصول على تراخيص البناء.

الا ان هناك ظاهرة بدأت تتسع خاصة بين الشباب وهي المخدرات وكثرة المتاجرين بها والمستخدمين لها، ومن يتجول في مناطق ضاحية البريد او الرام والعيزرية والقدس القديمة، يلاحظ كثرة الذين يبيعونها وعلى المكشوف، وفي القدس القديمة وبالقرب من باب العامود فاجأني شاب يوما، بسؤالي ان كنت اريد «منشطا مخدرا» وقال انه مضمون صحيا وسعره رخيص، وكانت قوة من الشرطة لا تبعد عنا كثيرا.

تقدر بعض المصادر عدد المدمنين بالقدس وحدها لا تقل عن ٢٥ الف شاب وهم بتزايد مستمر. ويقول بعض الخبراء ان اسرائيل تتجاهل هؤلاء لانها تريد جيلا مترهلا وغير مهتم بالقضايا الوطنية.

ولا تستطيع السلطة محاربة هؤلاء الا بالنادر وقد اكتشفت الاجهزة الفلسطينية مجموعة من المخدرات واعتقلت بعض المتورطين ببيعها في احدى ضواحي القدس.

والمطلوب من الاهل والمؤسسات الاجتماعية ورجال الدين والمدارس والجامعات التنبيه من مخاطر المخدرات وضرورة محاربة المروجين لها ومعالجة المتعاطين لها.

مرة اخرى عن حوادث السير والطوش العائلية!!

نحن في مأزق اجتماعي كارثي تقريبا، ففي كل يوم نسمع عن حوادث سير وضحايا والمؤسف والمؤلم ان بينها أب يدهس ابنه الطفل، وغرق اطفال في براميل مياه او بركة سباحة، كما ان الطوش لا تتوقف وتشتد العقلية القبلية العائلية والتناحر ثم يتدخل رجال الاصلاح وتتم العطوات ودفع المبالغ الهائلة بانتظار طوشة جديدة .. والاشد ايلاما واسفا اننا سمعنا عن اعمال قتل وطعن بالعائلة الواحدة.

وهذه الاعمال المؤسفة لا تتوقف وهي بحاجة الى معالجة اجتماعية ودينية وسياسية وتوعية، وقد اقترحت مرة واعيد الاقتراح اليوم، بان يصدر قرار يلغي اسم العائلة من اسماء الاشخاص لعل العقلية القبلية تختفي او تخف على الاقل، ويبدو الاقتراح مستغرب ولكن التفكير بعمق فيه وبنتائجه المحتملة يجعله منطقيا، وان كان يبدو مستحيلا.

ما اجمل الكتابة واصعبها

اجمل ما بالكتابة ان تعبر بصدق وأمانة بدون مجاملة او مصالح خاصة، عما نفكر به ونعتقد انه صحيح وضروري، واسوأ ما فيها الشعور بأن احدا لا يقرأ او ان الذين يقرأون قليلون، والاسوأ ان الاستجابة لما هو مكتوب تكاد تكون معدومة، وهكذا يصبح الموضوع حلقة مفرغة. الا ان هناك نوافذ تفاؤل تلوح بالافق احيانا، وتتمثل باتصالات او تعليقات من اصدقاء او أشخاص لا نعرفهم، تؤكد انهم يقرأون ويقدرون ما هو مكتوب.