لاشكَّ أن النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام قد دعا إلى التَّداوي من الأمراض والعِلَل، بل حضَّ على ذلك، كما جاءَ في الحَديث الصَّحيح الذي رواه أبو داوود عن أُسامَة بن شَريك رضي اللهُ عنهما: "تداووا!" وفي رواية التِّرمِذي: "نَعم يا عبادَ الله تداووا!".
ولكنَّ الحبيبَ المصطفى عليه صلَّى الله عليه وسلَّم أَرشدنا إلى طريقة في معالجة بعض الأمراض، والأعراض، إلى أن يأتي المريضُ طَبيبَه ويستمع إلى نصائِحه.
عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، أنَّه شكا إلى رسول الله وَجَعاً يَجدُهُ في جسده منذ أسلمَ ، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ضع يَدَكَ على الذي تألم من جسدك وقُل: بسم الله ثلاثاً وقل سبعَ مرَّات: أعوذ بالله وقدرتِهِ من شَرِّ ما أجِدُ وأحاذِرُ" (رواه مسلم، وأخرجه أحمد في مُسنَده).
وعن سَعد بن أبي وقَّاص قال: اشتكيتُ بمكَّة، فجاءني النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم يعودني ووضع يدَه على جبهتي، ثمَّ مسح صدري وبطني، ثمَّ قال: "اللهمَّ اشفِ سعداً وأتمم له هجرتَه" (سنن أبي داوود).
وعن محمَّد بن حاطب، قال: انصبَّت على يدي مرقمةٌ فأَحرقَتها، فذهبت بِي أُمِّي إلى رسول الله فأتيناه وهو في الرحبة، فأحفظ أنَّه قال: "أَذهِب البأسَ ربَّ الناس! وأكثر علمي أنَّه قال أنت الشافي لا إله إلا أنت" (التعليقات الحِسان، وصحيح موارد الظمآن).
وعن عبد الرَّحمن بن السائب ابن أخي ميمونة أنَّ ميمونة: قالت لي: يا ابنَ أخي ألا أُرقيك برقية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قلت بلى: قالت: "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كلِّ داءٍ فيك، أَذهِب البأسَ ربَّ الناس! اشفِ أنت الشافي، لا شافيَ إلاَّ أنت" (صحيح موارد الظمآن).