أكّد جنرال إسرائيلي اليوم الخميس، على أنّ الأوضاع تشهد تدهوراً أمنياً تدريجياً ما يجعل لدى "إسرائيل" وحركة حماس قناعة كبيرة بأنّ المواجهة المُقبلة مسألة وقت.
وقال الجنرال الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" ميخال ميليشتاين، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن "الحل المطلوب لمشكلة غزة يتراوح بين السيئ والأسوأ".
وأضاف: "بعد مرور خمس سنوات على الحرب الأخيرة في الجرف الصامد 2014، فقد بات واضحاً أن المعركة القادمة هي مسألة وقت ليس أكثر، ورغم وجود إجراءات قد تتخذ في المدى القصير، فإن الأهم هو توفر استراتيجية على المدى البعيد".
وأردف: "مرور هذه الذكرى السنوية الخامسة للحرب تعطينا ثلاثة دروس استفدناها من تلك الحرب، وباتت أركانًا مفصلية في السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة".
وأوضح أنّ "الدرس الأول يتمثل بإيجاد علاقة مباشرة بين الواقعين الأمني والاقتصادي في غزة، وتمت ترجمة ذلك لمشاريع ترميمية، والدرس الثاني إيجاد قنوات تواصل بين حماس وإسرائيل من خلال أوساط إقليمية ودولية فاعلة، والدرس الثالث أن وجود قوة مسيطرة على القطاع مثل حماس لا يمكنها من أن تفرض حكما مطلقا على جميع اللاعبين في غزة".
وتابع: "في السابق كان يمكن لأي مجموعة مسلحة أن تتسبب بتصعيد عسكري بسبب صاروخ أو هجوم غير متفق عليه في غزة، لكن اليوم باتت السياسة الإسرائيلية أكثر حذرًا".
واستدرك: "رغم استمرار الهدوء النسبي في القطاع قرابة ثلاث سنوات، فإننا في العام والنصف الأخيرين منذ انطلاق المسيرات على حدود غزة في مارس 2018، بتنا نشهد تدهوراً أمنياً تدريجياً، ما جعل حماس وإسرائيل على قناعة أكثر من ذي قبل بأن المواجهة المقبلة مسألة وقت".
واستحضر: "كما كان الوضع عشية الجرف الصامد، فإن الوضع المعيشي في القطاع ما زال هو السبب الأساسي للتوتر الأمني، فبعد خمس سنوات على نهاية الحرب الأخيرة باتت الظروف الإنسانية في غزة أكثر سوءًا مما كانت عشية 2014، ما جعل حماس تقتنع بفشل جميع الحلول السابقة لرفع الحصار عن غزة، وقد يدفعها لمراكمة الأسباب التي قد تعجل بالمعركة القادمة".
ولفت إلى أنّ "ذلك يتطلب من إسرائيل التوقف عن طرح فرضيات أثبتت فشلها في الفترة الماضية، أولها مغادرة الفكرة التي لازمتها سنوات طويلة بأنه يمكن إيجاد حل لمشكلة غزة، فالواقع المعقد والتركيبة الديموغرافية والاقتصادية المتداخلة في المنطقة قد تسفر عن حل ما، لكنه لن يكون شاملا لمشاكل غزة".
ونوّه إلى أنّ" الفرضية الثانية التي يجب على إسرائيل التوقف عن تداولها تتمثل بأنه يوجد بديل لحماس في غزة، في ظل عدم جاهزية السلطة الفلسطينية ومصر والأمم المتحدة، أو أي قيادة فلسطينية محلية للدخول تحت إبط حماس".
وشدّد على أن "الفرضية الثالثة التي اعتمدتها إسرائيل سابقاً والمتمثلة في أن الضائقة المعيشية في غزة هي مسؤولية الفلسطينيين، وهي فرضية غير صحيحة، في ظل تداخل التطورات الإقليمية والمحلية التي تجعل من إسرائيل مسؤولة بصورة أو بأخرى". وفقاً لما أورده موقع "عربي21"
واختتم بالقول: "الخيار الرابع الذي يجب على إسرائيل طي صفحته، أن حماس ورغم أنها عدو مرير فإنها بالمقارنة مع قوى وبدائل أخرى تبدو أقل منها سوءا، فهي تحفظ الوضع في القطاع من الفوضى الأمنية، وتحول دون صعود قوى أكثر تطرفاً".