يحمل اسم "المنذر"

الكشف عن كتاب إسرائيلي جديد يتحدث عن نية عرفات بإنشاء فلسطين الكبرى

ياسر عرفات
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

أصدرت دار "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية للنشر كتاب "المنذر" لمؤلفه الكاتب الصحافي شيمعون شيفر، تطرق لنية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإقامة دولة فلسطين الكبرى وزوال إسرائيل.

وتحدث الكتاب عن دور المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في تقديم تقارير بمعلومات وتقديرات حول الحالة الصحية الجسمانية والنفسية للزعماء العرب الأعداء منهم والأصدقاء.

وكشفت عن تفاصيل الكتاب التي جاءت حول متابعة المخابرات الإسرائيلية لتفاصيل عدد من الرؤساء العرب، ونوايا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تدمير إسرائيل بعد اتفاق أوسلو- بحسب الكتاب -، دون الحديث عن دور الاحتلال في إفشال الاتفاق.

ويتناول الكتاب تفاصيل كثيرة أدلى بها الرئيس السابق للجناح السياسي الأمني في إسرائيل والجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد خلال عشرات اللقاء بينه وبين المؤلف في العامين الأخيرين.

وبحسب المؤلف، فإنّ غلعاد عمل مع خمسة رؤساء للحكومة الإسرائيلية، وشارك في اجتماعات حول قضايا استراتيجية كثيرة كقصف المنشأة النووية في دير الزور في سوريا عام 2007، وقضية الغواصات الألمانية، وكامب ديفيد عام 2000 وأخطاء إسرائيل مقابل الولايات المتحدة وإيران وغيرها.

وردًا على سؤال حول وظيفته ودوره في مرض ياسر عرفات، قال غلعاد: إنه لم تكن له وظيفة بذلك، لكنّ المؤلف سأله مجدداً: "كان لك دور، فقد كنت مسؤولًا عن نظام حمايته".

وقال غلعاد: "بعدما قرر أرئيل شارون محاصرة ياسر عرفات داخل المقاطعة بعد حملة «السور الواقي»، التي أعيد فيها احتلال الضفة الغربية، تم تكليفي بمتابعة الموضوع وكانت التعليمات أن أبقيه على قيد الحياة وكي لا يموت لا سمح الله".

وأضاف: "كان عدائي لعرفات عظيمًا لكنني التزمت بالتعليمات وعندئذ بلورت نظامًا خاصًا أبلغت رجال عرفات به وبموجبه أبديت استعدادي لمساعدتهم في موضوع الطعام كمّاً وكيفاً بشرطين: أنّ تُسدّد السلطة الفلسطينية ثمن الطعام وأن تُقدم الطلبات لي شخصيًا فقط وبواسطة الفاكس وليس أي جهة إسرائيلية أخرى".

وتابع: "كنت أحتفظ بذلك كي أمنع الفلسطينيين من توجيه تهمة أننا نتسبب بالجوع لعرفات وجماعته المحاصرين"، مُوضحاً أنّه بلور هذا النظام واهتم أن يكون مسؤولًا حصريًا عنه بدون تعليمات من مسؤولين إسرائيليين آخرين خوفًا من تدخلاتهم وطلباتهم كل يوم مثلاً "هذا أعطيه بيضة وذاك أعطِه جبنة".

وأردف: "عدا عن  ذلك فالحديث يدور في نهاية المطاف عن زعيم الشعب الفلسطيني بكل الأحوال ولذا من غير المعقول أنّ أقرر له ما يريد أنّ يتناوله".

واستدرك: "لقد حدث هذا تمامًا"، لافتاً إلى إصرار الجانب الفلسطيني على تقديم طلب بالطعام المطلوب يوميًا، لكنهم طلبوا كميات كبيرة وغالية أحيانا تشمل "كافيار".

وذكر: "قررت عدم التدخل فيما كان (المخربون) المحاصرون في كنيسة المهد يأكلون الحصى ولا أقول شيئا آخر"، مُنوّهاً إلى أنّ الرواية الفلسطينية وتقارير صحافية أخرى كانت تشير وقتها لتزهد الراحل عرفات في تناول طعامه ومشربه وحتى في منامه ومبيته داخل المقاطعة المحاصرة وخارجها.

لكن غلعاد المعروف بعدائه لعرفات واتهامه بالعمل وفق الخطة المرحلية منذ توقيع اتفاق أوسلو يتابع في الكتاب: "عُقدت في أحد الأيام جلسة بين وزير الأمن السابق بنيامين بن إلي عازر وبين سفراء الاتحاد الأوروبي من بينهم نائب السفير الفرنسي ميشيل مرييه وهو رجل نوعي مميز".

وأوضح السفير الفرنسي خلال اللقاء: "أنتم تقومون بتجويع من هم داخل المقاطعة"، مضيفاً أنّ 30 متضامنا فرنسيا علقوا هناك وأعلموه بأنهم يأكلون بيضا فاسدا ويتضورون جوعا.

وقال: "عندها تدخلت ووضعت بين أيديهم تقريرا مفصلا بالمأكولات اليومية التي تدخل للمقاطعة وبعد أسبوع أبلغني مرييه نفسه «لم نشهد مثل هذا من قبل أبدا».

ورداً على سؤال حول ما عرفه المسؤولون الإسرائيليون عشية الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث شغل وقتها وظيفة مدير وحدة الدراسات في الاستخبارات العسكرية، ذكر أن عرفات يحمل استراتيجية لضرب إسرائيل بواسطة «إرهاب» مباشر وغير مباشر من خلال حماس بغية تليين موقفها.

وأردف: "عندما تحدث عرفات عن السلام فهو يقصد قبول إسرائيل لشروطه وعندئذ لن تبقى موجودة وفي حال لم تقبل شروطه فسيعلن عليها حرباً إرهابية، وفي نهاية 1999 ومطلع 2000 حددنا شهر سبتمبر/ أيلول لبدء عرفات الانتفاضة ووافق -وزيرُ الأمن وقتها شاؤول موفاز- على تقديرات الاستخبارات وأمر الجيش للاستعداد لمواجهة شاملة مع الفلسطينيين".

وعن إيهود باراك، قال غلعاد: إنه "طلب منه تقييماً استخباراتياً شاملاً قُبيل سفره لمؤتمر كامب ديفيد عام 2000 فطلب منه أسبوعين للتشاور مع الجهات المعنية داخل المؤسسة الاستخباراتية".

وأضاف: "لكن باراك أصر على سماع وجهة نظري الشخصية وفوراً بأمر عسكري" وعندها تحدثت –يقول جلعاد- طيلة 47 دقيقة وقلت ما هو موجزه: إنّ كنت ذاهباً لتلتقي عرفات فلن يستجيب لعرضك السخي والقريب من موقفه لأنه لا يشمل حق العودة وهو مصمم على الذهاب لمواجهة غير مسبوقة، و هجمة "إرهابية" على إسرائيل".

وتابع: "أذكر أنني استخدمت كلمات كـ «الدم والنار والدخان». وأبلغت باراك أنّ عرفات رجل قاتل يؤمن بالعنف ووصفت له الدولة الفلسطينية التي يخطط لها وأنها ستبتلع الأردن وإسرائيل معا أي فلسطين الكبرى".

وأردف غلعاد وهو معروف بمواقف يمينية متشددة أنه حذّرَ باراك من عرفات وأبلغه أن قمة كامب ديفيد لن تُثمر بأي شيء.

واستحضر: "قلت ذلك على أساس معرفة مباشرة مع عرفات وعلى أساس أمور أخرى لا أريد الخوض فيها ولكن الحديث يدور عن معلومات موثوقة حول نية عرفات التوجه لـ "إرهاب" دموي في سبتمبر/ايلول 2000 من خلال إشعال الميدان والضوء الأخضر لـ "الإرهاب" وليس بإصدار تعليمات".

و أجاب جلعاد عن سؤال حول تشكيك باراك في تقديراته إن كانت سليمة أم لا: "لم يلتفت لذلك، لقد كان مصمماً على الذهاب لمفاوضات سلام مع عرفات"

ونوّه غلعاد في الكتاب الذي نشرت "يديعوت أحرونوت" بعض مضامينه في ملحقها الأسبوعي أمس، إلى أنّ رجلاً من الاستخبارات العسكرية سأله عن عرفات أيضاً هل سيعيش أم سيموت.

وبين: "في حال مات سيكون ذلك تقديراً وعندما يموت سيكون هذا سليم أيضاً وهذا كله يدل على ما قيمة مثل هذه التقييمات فعلا ولكن هذا لا يعني أننا لم نجرب أن نتوقع".

وبيّن أنّ المؤسسة الأمنية حاولت تقييم ما تبقى من سنوات للرؤساء العرب أمثال حافظ الأسد ومبارك والملك حسين، مُضيفاً: "كانت لدينا طبيبة برتبة عسكرية عالية مهمتها تحليل معلومات طبية خاصة بقادة دول المنطقة".