كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن الكيان الإسرائيلي يمارس ضغوطا على الولايات المتحدة لعدم سحب قواتها المشاركة في قوة "السلام في سيناء" لمواصلة الحفاظ على احترام اتفاقية كامب ديفيد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي بارز قوله الليلة الماضية: إنه "على الرغم من إدراك دوائر صنع القرار في (تل أبيب) لمدى حرص نظام عبد الفتاح السيسي على احترام اتفاقية كامب ديفيد، وإبدائه كل المؤشرات التي تدلل على تعميق وتوسيع مجالات التعاون الأمني مع إسرائيل فإنها تخشى في الوقت ذاته أن ينهار النظام الحالي ويحل محله نظام معادٍ لإسرائيل".
وذكر معلق الشؤون الاستخبارية في "معاريف" الصحفي يوسي ميلمان الذي أعد التقرير أن "الافتراض السائد في (تل أبيب) بأنه لا يوجد ثمة ما يضمن قدرة النظام الحالي على البقاء".
وأوضح أن هذا يستدعي التحوط عبر الإبقاء على القوات الدولية لضمان احترام مصر للاتفاقية، بغض النظر عن طابع قيادتها السياسية.
ولفت ميلمان إلى أن الجانب الأمريكي وافق على الطلب الإسرائيلي، بعد أن تردد أن واشنطن معنية بسحب قواتها من شبه جزيرة سيناء خشية تعرضها لهجمات يمكن أن يشنها تنظيم "ولاية سيناء".
ونبه إلى أن وجود قوات حفظ السلام في ظل نظام معاد في القاهرة يمثل "ضمانة" لتأمين العمق الإسرائيلي.
وكانت نخب في اليمين الإسرائيلي قد طالبت حكومة بنيامين نتنياهو الحصول على تعهدات دولية من نظام السيسي لسحب القوات المصرية التي وافقت (تل أبيب) على تمركزها في سيناء بخلاف ما نص عليه الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد" خشية أن يسقط النظام الحالي ويحل نظام آخر معاد يرفض سحبها.
ودعا البروفيسور سيمحا هيرش المحاضر في جامعة "بار إيلان" في مقال نشر بصحيفة "ميكور ريشون" التي يسيطر عليها اليمين الديني الصهيوني إلى إلزام نظام السيسي بالتوقيع على وثيقة دولية بوجود ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنص على التزامه بسحب القوات المصرية بمجرد أن تتم معالجة خطر التنظيمات الإسلامية العاملة في سيناء.
وكان الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" الجنرال عاموس يادلين أكد أن العالم العربي يمر في موجات متلاحقة من الربيع العربي، متوقعا أن تحدث موجات أخرى تعيد بناء موازين القوى في المنطقة بشكل جذري.