كشف مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، اليوم الإثنين، عن ما سيتطرق إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته التي سيلقها في الجمعية العامة للأمم المتحدة الرابعة والسبعين.
وقال منصور في حديثٍ صحفي: إن "كملة الرئيس التي سيلقيها في الجمعية العامة، سيعيد التأكيد فيها على أننا مع عمل دولي جماعي كرؤيته للسلام التي طرحها سابقا في مجلس الأمن".
وأضاف: إن "الرئيس سيستعرض في كلمته آخر التطورات والمعاناة التي يعانيها شعبنا جراء الاحتلال، وسيتطرق للهجمة المكثفة من المتطرفين المستوطنين والحكومة المتطرفة ضد الأماكن المقدسة".
كما سيتطرق الرئيس إلى الأسباب التي أقفلت الأبواب أمام أية عملية سياسية مجدية العام المنصرم، وهي بالأساس تبني واشنطن الموقف الإسرائيلي بشكل كامل، وتقديمها هدايا مجانية له مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارتها إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وإلغاء الموقف الواضح إزاء حل الدولتين، ووقف الدعم المالي "للأونروا" ولمشافي القدس الشرقية والدعم الذي كان يقدم للسلطة الوطنية.
وبين منصور أن الرئيس سوف يركز على أن الذي عطل العملية السياسية هو الموقف المعادي للسلام، وهو موقف الإدارة الأمريكية التي تريد فرض رؤيتها على شعبنا، موضحاً أن جوهر هذه الرؤية موافقة الفلسطينيين على السياسة التوسعية الاستيطانية التي تهدف إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الرئيس سيدافع عن موقف الإجماع الدولي الذي يؤكد أنه لا حل إلا بانتهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل للاجئين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها القرار (194) ومبادرة السلام العربية، وكذلك لا يمكن أن يكون هناك سلام وفي السجون الاسرائيلية الآلاف من المناضلين.
وأكد أن الجهود الجماعية سواء عبر الأمم المتحدة أو أجهزتها لها الحظ الأوفر من النجاح بدلًا من المبادرات الفردية المنحازة المتنكرة للقانون الدولي كما تفعل الإدارة الأمريكية.
وفي إطار آخر متعلق برئاسة دولة فلسطين لمجموعة الـ77 والصين، قال منصور: "حق طبيعي لنا أن نترأس أي مجموعة نحن أعضاء كاملي العضوية فيها، ونحن في الإبداع الدبلوماسي الفلسطيني والقيادة التي ليس عليها أية حدود من قبل الرئيس أن نبدع ونفكر ونبادر وهو الذي يبارك مثل هذه الخطوات".
وأضاف، في عام 2019 دخلنا من البوابة الرئيسية كرئاسة لأكبر مجموعة في الأمم المتحدة لأكبر كتلة تفاوضية مكونة من 135 دولة يسكن فيها 80% من سكان الكرة الأرضية، وحملنا على أكتافنا المهمة الإنسانية الجليلة في التفاوض حول أكثر من 70% من أجندة الأمم المتحدة المتعلقة بقضايا التنمية.
وتابع: "تحملنا هذه المسؤولية بكل اعتزاز وفخر واقتدار وتعلمنا وأبدعنا ونحن نقود، وهذه شهادة كافة الزملاء وسفراء الدول حتى الذين ليسوا أعضاء بهذه المجموعة والذين نتفاوض معهم بعد توحيد موقفنا داخل المجموعة، معتبراً ترؤس هذه المجموعة استثمار سياسي وانساني هائل لشعبنا ولقيادته، وسيترك اثراً كبيراً على هذه المجموعة عند نهاية ولايتنا".
وأكد منصور أن فريق بعثة فلسطين الدائمة الموجود في نيويورك، فريق متخصص بشكل رئيسي في القضايا السياسية وهو مبدع فيها، وهو الذي يترجم الـ16 قرارا التي تعتمد حول فلسطين كل عام، ولكن هذا الطاقم في هذا العام الذي كان فيه جمود سياسي تمكن من مراكمة خبرة هائلة في المجال التنموي الذي يشكل 70% من تجربة الأمم المتحدة الي كنا نلامس بعض أجزائه وأصبحنا خبراء فيه.
وقال منصور:" أمامنا ثلاثة شهور قادمة حيث سنتفاوض حول ما يقارب الـ 50 قرارا معظمها في اللجنة الثانية حول التفاصيل التنموية التي تهم البشرية جمعاء، سنقود عملية التفاوض باسم مجموعة الـ77 ومعنا خبراء من دول العالم، وسنقوم باعتماد كل هذه القرارات التي تعكس المصلحة الجماعية للإنسانية.
إلى جانب دورة الجمعية العامة لفت منصور الى أنه سيكون هناك خمس قمم متعلقة بأجندة التنمية والمناخ وغيرها، وستكون دولة فلسطين حاضرة فيها كرئيسة لمجموعة الـ77 والصين. .
وحول اجتماع المانحين بخصوص الأونروا الذي سيعقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال منصور: إن "الأونروا هي النموذج الاستثنائي الناجح لما يسمى الأمم المتحدة لأنها وكالة تقوم بعمل نبيل منذ تأسيس الأمم المتحدة، وهناك دعم سياسي لها من المجتمع الدولي، ومهما عملت الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل وقف الدعم الدولي لها لن ينجحوا، لأن المجتمع الدولي يعتبر قضية الأونروا القضية الأولى له وعلى جدول أعماله".
وأكد منصور القدرة على سد العجز وتجديد ولاية الوكالة لمدة ثلاثة أعوام إضافية، وبالرغم من كل الهزات والهجمات التي تتعرض لها الوكالة إلا أنها صرح شامخ في الأمم المتحدة وفي الشرق الأوسط وفي كل أماكن تواجد اللاجئين، وستبقى قائمة إلى حين عودتهم إلى أرضهم.