تحدّث عن "صفقة القرن" و"أموال المقاصة"

الرئيس عباس يوجّه رسالة للإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية

الرئيس عباس
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أنّ الولايات المتحدة بإدارة الرئيس دونالد ترمب، خالفت كافة الاتفاقيات التي كانت مع الإدارة الأمريكية السابقة، وأصبحت لا تعترف بها.

جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عباس، اليوم الإثنين، أعمال المنتدى الوطني الرابع "الثورة الصناعية الرابعة"، الذي ينظمه المجلس الاعلى للإبداع والتميز.

وقال الرئيس: "إننا نعاني الكثير، ونواجه الكثير ولكننا في هذه الأيام واجهنا ما لم نواجهه في الماضي، رغم أن مثله كان قد حصل عدة مرات، لكن في السنوات الأخيرة كانت هناك الأمور أقسى بكثير مما مررنا به".

وأضاف: "كنا نتوقع من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها أكبر دول بالعالم أن تحترم القانون الدولي، والشرعية الدولية، وأن تحترم القرارات التي وقعت عليها وساندتها وأيدتها، لكن اكتشفنا أن لها شرعيات خاصة، وقوانين خاصة، وأنها تظن أنها تأمر فتطاع ولذلك صدر قرار بنقل سفارتها إلى القدس، رغم أننا كنا متفقين على عكس ذلك مع الإدارة التي سبقت، ويبدو أن الإدارة الجديدة لا تعترف بقرارات الإدارة القديمة".

وتابع الرئيس عباس: "كنا متفقين تمامًا مع الحكومة الأميركية ومع الرئيس الاميركي أن لا ينقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، لكن الرئيس الأميركي نقل السفارة من دون وجه حق، ثم أعلن ببساطة أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، رغم أننا كنا قبل أشهر من هذا الكلام قد أخذنا قرارًا بموافقة الولايات بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وبمزيد من الإجراءات بدأوا بوقف دعم الأونروا، وبوقف دعم السلطة باعتبار أن أراضي فلسطين أراض مختلف عليها، ولمن يستطيع أن يشغلها، أي أن إسرائيل حرة لتعمل في الأراضي الفلسطينية ما تريد، الأمن لها وكل شيء لها، و"نحن موجودون بالصدفة في هذا البلد".

وأوضح: "بعد هذه القرارات التي اتخذتها الحكومة الأميركية كان علينا أن نقول باسم الشعب الفلسطيني لا، لن نسمح بمرورها، لذلك رفضنا صفقة العصر، ورفضنا ورشة المنامة، ورفضنا مؤتمر وارسو، ورفضنا كل هذه القرارات وكل هذه المواقف".

وفيما يخص أموال المقاصة، قال الرئيس عباس: "جاءت الحكومة الإسرائيلية وبدأت تتلاعب كعادتها وتشتغل كما تريد وآخر اختراعاتها أن أموالنا التي نقدمها للشهداء والأسرى والجرحى هي أموال تقدم (للمجرمين والإرهابيين)، وبناء عليه فقد قررت الحكومة الاسرائيلية أن تخصم هذه الأموال التي ندفعها من المقاصة التي تجمعها لنا كضرائب، ورسوم، وغيرها والتي تجمعها بسبب سيطرتها على الحدود وتأخذ أجرتها عليها، لكن هذه المرة، بالإضافة إلى الخصومات الأخرى التي لا نعرف عنها شيئًا خصمت أموال الشهداء والأسرى والجرحى قلنا لا، لن نقبل أن نستلم الأموال ناقصة قرشًا واحدًا، خاصة الشهداء، لأن الشهداء هم أقدس ما لدينا، ولأن الجرحى أقدس ما لدينا، ولأن الأسرى أقدس ما لدينا، وبالتالي لا يمكن أن نفرّط بهم، لا يمكن أن نفرّط بعائلاتهم ولو بقي معنا قرش واحد سنقدمه لهذه العائلات".

واختتم الرئيس حديثه؛ بالقول: "هذا بعض ما نعانيه، ولكن ثقوا تماماً أن الله معنا وثقوا تماماً أننا سنصل إذا بقينا متمسكين بالأمل وهذا أهم شيء، متمسكين بالوطن وهذا أهم شيء، نحن يجب أن نبقى متمسكين مرابطين في هذا الوطن مهما فعلوا، مهما بنوا من مستوطنات ومن مستعمرات ومن اضطهادات ومن اجتياحات وغير ذلك، سنبقى متمسكين بهذا الوطن، ونطبق الآية الكريمة التي تقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون"، ولا يوجد شعب في العالم مرابط غيرنا، ونعم سنفلح وسنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية رغم أنف الجميع الذين يعترضون على هذا، رغم أنف كل من يرفض تطبيق الشرعية الدولية، لن نقبل أن نتعامل معهم، نحن صحيح شعب صغير ولكن له إرادة وله كرامة، ونحن نحتفظ  بكرامتنا".