وجه المندوب المراقب لفلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، اليوم الاثنين، ثلاث رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة الجمعية العامة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (روسيا)، مطالبا الأسرة الدولية بتحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع السلطة القائمة بالاحتلال عن ممارساتها غير القانونية وغير الإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، عقب استشهاد الفتيين خالد الرباعي (14 عاما)، وعلي الأشقر (17 عاما) في غزة يوم الجمعة، وبعد أن قضى الأسير بسام السايح في سجون الاحتلال، بسبب الإهمال الطبي لحالته الصحية.
وقال السفير منصور في رسائله: "رغم مناشداتنا المتكررة ومطالبتنا بتحرّك دولي عاجل لردع إسرائيل عن ممارساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن غياب الجهود الجادة لمحاسبة السلطة القائمة بالاحتلال ولجمها، عرّض شعبنا أكثر لوحشية الاحتلال الغاشم".
وأضاف: "أن إسرائيل تتعمّد قتل الأطفال وإصابتهم بجراح وتتسبب ببتر الأطراف والإعاقة الدائمة ضمن سياساتها غير القانونية الرامية لقمع المظاهرات السلمية ومنع الفلسطينيين من حرية التعبير والتجمّع والاحتجاج على الاحتلال والحصار الخانق"، مشيرا إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 310 فلسطينيا، وأصابت أكثر من 34 ألفا بجروح منذ بدء مسيرات العودة في 30 آذار/ مارس 2018.
وأوضح منصور أن الأحداث التي جرت يوم الجمعة تعزز الشعور بالاستياء والغضب من جرّاء الاحتلال الوحشي، كما أن الردّ الإسرائيلي على المظاهرة السلمية وإطلاق الأعيرة النارية على المواطنين العزل تسبب بإصابة أكثر من 80 مدنيا بجروح بالرصاص الحيّ والمطاطي.
وقال: "إن إسرائيل تواصل على مدار نصف قرن احتلال الأرض الفلسطينية واستخدام سياسة العقاب الجماعي ومحاولة إذلال الشعب عبر فرض الحصار الخانق على غزة في ظل صمت دولي مطبق".
وأشار منصور إلى بيان منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، بشأن الاعتداء الوحشي على مسيرة العودة والتي وصف فيها ما حدث بالأمر المروّع مطالبا إسرائيل بالتوقف عن استخدام القوة، مؤكدا أن على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارساتها غير القانونية لا الاكتفاء بالبيانات والمناشدات.
وتطرق إلى قضية آلاف الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ سنوات طويلة منهم أطفال ونساء ومنهم من هو قيد الاعتقال الإداري دون محاكمة، وقال: إن استشهاد الأسير بسام السايح بسبب الإهمال الطبي مثال على معاناة الأسرى، وكان يعاني من مرض السرطان ولكن ذلك لم يمنع اعتقاله ولم يشفع له أمام سلطات الاحتلال.
وأضاف السفير منصور أنه لا يمكن استمرار الصمت الدولي على ما يحدث على الأرض الفلسطينية المحتلة، وقال: "إن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى أسرة دولية أكثر مسؤولية تحترم وتدافع عن حقوق الإنسان والعدالة في العالم، وحياة أبناء شعبنا لا تقل أهمية عن بقية الشعوب ولا ينبغي أن تفلت إسرائيل من المحاسبة والعقاب على جرائمها المتواصلة بحق شعبنا".