أكدّ علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان نجاح الفصائل الفلسطينية في التوصل إلى تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، بعد اشتباكات دامية شهدها المخيم على مدار عدة أيام، جرت بين حركة فتح وما يسمى بجند الشام.
وقال بركة ، إن مكتب الشؤون الاجتماعية في حركته باشر بالتعاون مع اللجان الشعبية والأونروا، إزالة الركام وإصلاح بعض الاضرار الناجمة عن هذه الاحداث.
وكشف عن الاتفاق على إعادة هيكلة القوة الأمنية المشتركة داخل المخيم، بحيث يصبح عددها 281 ضابطا وعنصرا، وأن يتم اختيار 80 عنصرًا منها ليشكلوا قوة تنفيذية، والاتفاق على تدريبهم خلال أسبوع، كي يكونوا جاهزين للتدخل العاجل أمام أي حدث أمني طارئ.
وأشار إلى ان الفصائل اتفقت على وضع إجراءات عملية لتثبيت وقف اطلاق النار، "وسيكون هناك لقاء قريب للجنة الأمنية العليا كي تضع خطوات مكتوبة، ترفعها إلى القيادة السياسية الموحدة للفصائل بغرض البدء في اعتمادها وتنفيذها".
الاتفاق على إعادة تشكيل القوة الأمنية بعين الحلوة لتجنب الاغتيالات السياسية وذكر أن القوة الأمنية ستوجه انذارًا لكل من يحاول العبث بالمخيم، وأي جهة ستخترق الاتفاق ستتحمل كامل المسؤولية، منوهاً إلى أن أغلب الاغتيالات التي جرت داخل المخيم اتهمت فيها جماعة جند الشام.
وأضاف "المهم العمل على منع الاغتيالات مجددًا، فلا أحد يمكنه أن يحسم عسكريًا داخل المخيم، لأن الظروف غير مواتية ومن الممكن ان تدمر المخيم"، مشيرًا إلى أن القوة الأمنية العليا ستتولى وضع خطة لتجنب محاولات الاغتيال مرة أخرى في مخيمات لبنان.
وشدد على وجود دعم من الفصائل كافة على هذه الخطوات، بحيث يتم الضرب بيد من حديد على أي جهة تعبث بأمن المخيم، أو الإساءة الى السلم الأهلي فيه أو مع الجوار، مجددًا تأكيده التمسك بالمبادرة الوطنية الموحدة التي اطلقتها الفصائل نهاية العام الماضي.
أمّا عن الأوضاع داخل المخيمات الأخرى، فأشار إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز دور اللجان الشعبية والأمنية هناك للحفاظ عليها. وفيما يتعلق بتواصل حركته مع الدولة اللبنانية، أشار إلى وجود استياء لدى المسؤولين هناك حول تدهور الأوضاع الأمنية داخل المخيمات، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع الجيش اللبناني على دعم الامن والاستقرار وتوحيد الجهود المشتركة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وفي السياق، حذر ممثل حماس في لبنان من وجود أطراف تسعى إلى تفجير الأوضاع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بعدما فشلت في توريط المخيمات الفلسطينية في صراعات لبنان السياسية والمذهبية. ونبه إلى خطورة الاحتكام إلى السلاح في حل المشاكل الداخلية بين الفصائل، داعيًا إلى ضرورة تغليب لغة الحوار والعقل؛ لأن الاحتكام إلى السلاح سيؤدي الى تدمير المخيمات على غرار ما جرى في مخيم نهر البارد، وفق قوله.
نحذر من وجود قرار أميركي-إسرائيلي لإنهاء عمل أونروا وتصفية قضية اللاجئين وأكدّ بركة أن المخيم الذي يعيش فيه زهاء 120 ألف لاجئ فلسطيني، يتأثر سلبًا بالأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، وهو ما يشدد على ضرورة حمايته من كافة الفصائل، مشيرًا إلى أن ما يجري هو استهداف جمعي للوجود الفلسطيني يستدعي أن يبذل الجميع جهوده من اجل حماية المخيمات.
وفي السياق، أكدّ بركة أن الفلسطينيين ليسوا طرفًا في الازمة اللبنانية، وهم على علاقة جيدة مع كل مكونات الدولة اللبنانية. ورفض بركة محاولات اقحام الفلسطينيين في الازمة اللبنانية الراهنة، مشددًا حرص حركته على استقرار السلم الأهلي في لبنان الذي يعيش في ظل أوضاع سياسية مرتبكة في هذه الأوقات.
وفي الملف الأخير المتعلق بأزمة وكالة الغوث على مدارس المخيمات، أشار إلى أن الازمة لا تزال مستمرة، لا سيما في ظل قرار الوكالة باكتظاظ الفصول بما لا يتناسب مع العملية التعليمية، مطالباً الجهات المختصة والأمين العام للأمم المتحدة بتخصيص ميزانية دائمة للوكالة كي تواصل عملها.
وحمّل أونروا مسؤولية هجرة نازحي سوريا إلى لبنان، إذ توقفت عن دفع الأموال لهم وجعلتهم يعيشون في ظل ظروف إنسانية قاهرة، ما دفعهم للهجرة عبر البحر المتوسط والموت في اعماقه. ولفت إلى أن الوكالة أوقفت عطاءات بدل ايجار لـحوالي 45 ألف من النازحين المتبقين داخل لبنان، منبهًا إلى خطورة وجود قرار امريكي إسرائيلي يقضي بإنهاء عمل الأونروا وترك اللاجئين الى مصيرهم دون تأمين الإغاثة والمأوى، وصولًا إلى شطب قضية اللاجئين وتصفيتها بشكل كامل.