قال القيادي بحركة فتح، أستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب، إنّ "جمهورية مصر العربية تُحاول منذ مارس 2005 إعادة ترتيب البيت الفلسطينى لمواجهة التحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية، وإتمام المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية".
وأضاف الرقب في تصريح وصل وكالة "خبر": "مصر تحمل أعباء القضية الفلسطينية لإطلاعها على ما يُحاك ضد القضية الفلسطينية خلف الأبواب المغلقة فى بعض عواصم العالم، وذلك من منطلق أنّ القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصرى".
ولفت إلى أنّ مصر ورغم كل المعيقات تُواصل سعيها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كخطوة ضرورية لتنفيذ تهدئة طويلة الأمد فى الساحة الفلسطينية، وبما يسمح بعودة المسار السياسى للتسوية، وذلك رغم المعيقات الإسرائيلية، ورغم وجود بعض القوى الفلسطينية التى لا تُدرك أهداف مصر، و"بعضها يضع العصى فى دواليب الجهد المصرى" وفق حديثه.
وأردف الرقب: "بجانب ملف المصالحة تسعى مصر للحفاظ على الهدوء فى الأراضى الفلسطينية خاصة قطاع غزّة، الذى يُعانى من الحصار والفقر والبطالة وله أهمية خاصة بالنسبة لمصر، لأنّها تُدرك أنّ الاحتلال الإسرائيلى يتربص بقطاع غزّة لقصفه وشنّ حرب شاملة ضد سكانه تحت ذرائع كثيرة، كما يدرك رجل الأمن المصرى وجود جيوب صغيرة لبعض التنظيمات المسلحة الإقليمية التى تحاول جر القطاع إلى دائرة النار، لتخوض حرباً بالإنابة عن أطراف خارجية، ويدفع ثمنها الشعب الفلسطينى الذى قُتل المئات من أبنائه بيد الاحتلال بدم بارد فى عدوان عام 2014، دون أي تدخل من جانب هذه الفصائل المسلحة الإقليمية التى تستغل غزّة كمخلب لتحقيق أهدافها، ومن بين تلك الفصائل حزب الله اللبنانى" وفق قوله.
وبيّن أنّ الوفد المصرى يزور قطاع غزّة بهدف تحقيق تقدم فى الملفين الأساسيين، وهما: "المصالحة الداخلية الفلسطينية، والتهدئة مع الاحتلال"، حيث يُجرى الوفد لقاءات مع كل الفصائل بلا استثناء لتثبيت التهدئة والتحذير من مساعٍ البعض لدفع قطاع غزة نحو حرب طاحنة مع الاحتلال، ما يعنى زيادة فقره وتدمير ما تبقى من بنيته التحتية، مُنوّهاً إلى أنّ الوفد الأمنى المصرى سيكمل تحركه إلى رام الله وتل آبيب لتثبيت ما سيتم الاتفاق عليه.
وفي ختام حديثه، شدّد الرقب على أنّ الجميع بات مُدركاً لخطورة المرحلة، وأنّ الساحة الفلسطينية بحاجة لخطوات حقيقية فى ملف المصالحة، وأنّ يتنازل كل فصيل عن بعض مطالبه الضيقة قبل فوات الآوان.