ويُهاجم حماس والجهاد

غرينبلات يكشف أسباب استقالته من منصبه بالإدارة الأمريكية!!

غرينبلات
حجم الخط

نيويورك - وكالة خبر

قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، إنّ فخور بتجربته خلال السنوات الثلاث الماضية من العمل ضمن فريق تسوية الصراع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنّه استقال طوعاً من أجل قضاء الوقت اللازم مع عائلته.

جاء ذلك خلال مقال نشره موقع شبكة "CNN" الأميركي، اليوم الجمعة، لغرينبلات الذي شارك إلى جانب صهر الرئيس جاريد كوشنر، وسفير ترامب في إسرائيل، ديفيد فريدمان، في بلورة "صفقة القرن" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وكان غرينبلات قد أعلنَ استقالته من موقعه كمفاوض لعملية السلام في يوم 5 أيلول/سبتمبر الجاري.

وجاء في مقال غرينبلات: "لقد أمضيت نحو ثلاث سنوات في العمل مع زملائي، بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وحول علاقة إسرائيل بجيرانها العرب، ورؤية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. أنا فخور بالعمل الذي أنجزناه، الذي سيواصله فريق قوي من الزملاء الموهوبين، ولكن حان الوقت للعودة إلى المنزل"، مُنوّهاً إلى أنّه عندما يسأله الناس عن تجربته في البيت الأبيض يجيب عليهم بخمس كلمات، وهي: " فخور، ممتن، متفاجئ ، حزين، متفائل".

وأعرب غرينبلات الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، والتقى برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومن المقرر أنّ يلتقي مع "زعيم حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، الأسبوع المقبل"، عن فخره بخدمة حكومة الولايات المتحدة مع زملائه، الذين يخدمون الشعب الأميركي يوماً بعد يوم بإخلاص، مضيفاً: "الولايات المتحدة تحمي دولة إسرائيل اليهودية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب كان أعظم صديق لإسرائيل في التاريخ".

وتابع: "اندهشت من مقدار المعلومات الخاطئة الموجودة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكذلك الصراع العربي الإسرائيلي"، زاعماً أنّ بعضها خبيث وآخر بريء.

وأردف: "مندهش من مدى استعداد الناس لتضليل المراسلين أو تسريب معلومات سرية لتناسب أجندتهم. فوجئنا بعدد الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرنا، غير راغبين في الدخول في حوار عقلاني ومحترم وبدا على يقين من أن نظرة أي شخص آخر ليست مهمة، مندهش أيضاً من أنّ حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني مستعدان لتدمير حياة مليوني فلسطيني في سعيهم لتدمير دولة إسرائيل، ومتفاجئٌ لأنّ حماس تعتقد بأنهم سينتصرون يوماً ما".

واستدرك: "كنت محظوظًا جدًا بلقاء عدد من الفلسطينيين الذين يبحثون عن حياة أفضل، ويأملون في أنّ نتمكن من توفير طريق إلى هذه الحياة ، لكنهم يفهمون العديد من العقبات، وحزين على مدى صعوبة تحسين حياتهم قبل حل النزاع، فمن المحزن كيف يمكن إخضاع مليوني فلسطيني من قبل حماس وشريكتها في الإرهاب، حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وعدم وجود حل لهذه المشكلة، وحزين بعمق شديد على الأرواح التي فقدها، ويأس العديد من العائلات بسبب النزاع، وخاصة الإسرائيليين الذين قتلوا بدم بارد جراء الهجمات الإرهابية ومن الصواريخ التي أطلقت من غزّة، كما أنّه من المحزن أنّ البعض يعتقدون فعليًا أنّ هناك تكافؤاً أخلاقياً بين الذين قُتلوا بدمٍ بارد من قبل الإرهابيين وأولئك الذين قُتلوا بطريق الخطأ ضمن حاجة إسرائيل الصعبة دائمًا للدفاع عن نفسها من مثل هذه الهجمات".

وعبّر غرينبلات عن أمله في أنّ يسمع الناس رسالته وأنّ يكونوا "عارفين بالنزاع"، بدلاً من الالتفات إلى نقاط الحديث الغامضة المستخدمة، لافتاً إلى أنّه يأمل في أنّ يستمر الكثير من الفلسطينيين الذين تفاعل معهم في دعم جهود السلام التي يبذلها.

وأضاف: "نأمل أن يواصل فريق السلام الشغوف بنجاح تنفيذ رؤيتنا للسلام، نأمل أن يستمر أولئك الذين يؤمنون بمهمتنا في دعم جهودنا، ونأمل أن ينظر الجميع الآن إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلي في ضوء واقعي جديد، ويتصور عالماً يمكن فيه تحقيق سلام دائم، فليس هناك ما هو مثالي ، وأن التسويات ضرورية، إنني آمل بشدة أن الرؤية التي أنشأناها ستجذب الإسرائيليين والفلسطينيين بدرجة كافية للبدء في الطريق الصعب للتفاوض على اتفاق سلام ، وأن يمتد السلام إلى دول المنطقة خارج الأردن ومصر. إذا حققت الرؤية السلام ، فستكون حياة ملايين الأشخاص أفضل بكثير".

وختم غرينبلات مقاله، بالقول: "هناك نوعان من الناس لهما تأثير على هذا الصراع، أولئك الذين يحملون الكراهية في قلوبهم، ويقوضون جهود السلام ، وأولئك الذين يعملون من أجل السلام، إنّ جهود المجموعة الأولى تطيل معاناة الجميع، فيما يسعى النوع الآخر إلى حياة أفضل للجميع في المنطقة".

الجدير ذكره أنّ غرينبلات والفريق الأمريكي: "جاريد كوشنر وديفيد فريدمان" أشرفوا خلال تلك الفترة على تقويض العلاقات الفلسطينية الأميركية، حيث نجحوا في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وقطع المساعدات الأميركية التي تقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وذلك بعد 175 عاماً من عملها هناك وإسقاط كلمة احتلال عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى الجولان التي اعترفت إدارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها في آذار الماضي.