أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات اليوم السبت، على أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي واصلوا تحديهم للاحتلال عبر عمليات تهريب النطف إلى الخارج وإنجاب الأطفال وهم خلف القضبان، ما أطلق عليهم “سفراء الحرية”، والذين ارتفع عددهم مؤخرًا إلى (80) طفلًا.
وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر في بيان صحفي إن قضية الإنجاب من خلف القضبان عبر تهريب النطف ظلت أملًا وحلمًا يراود الأسرى لسنوات طويلة، وخاصة القدامى منهم، وأصحاب المحكوميات العالية، حيث تنقضي أعمارهم داخل السجون، ويتلاشى حلم الأبوة رويدًا رويدا مع تقدم العمر.
وأوضح أن الأسرى قرروا عام 2012 خوض المغامرة التي بدأها الأسير عمار الزين وأنجب أول مولود عبر النطف في أغسطس من نفس العام، أطلق عليه اسم "مهند"، مما فتح الباب أمام العشرات من الأسرى لحذو حذوه.
وتابع: "مع بداية العام 2015، كان عدد الأسرى الذين خاضوا تجربة الانجاب عبر تهريب النطف (23) أسيرًا أنجبوا 30 طفلًا، بينما ارتفع العدد عام 2016 إلى (28) أسيرًا خاضوا التجربة بنجاح وأنجبوا (38) طفلًا، وخلال العام 2017 وصل عددهم (44) أسيرًا، أنجبوا (56) طفلًا، ومع انتهاء العام الماضي وصل عدد سفراء الحرية (67) طفلًا، بينما ارتفع العدد خلال العام الجاري إلى (80) طفلًا".
وشدد على أن آخر من أبصر النور عن طريق النطف المهربة الطفلتان التوأم "مسك وماسة" بنات الأسير عكرمة راتب زيدان من رام الله، الذي يقضى حكمًا بالسجن 8 أعوام ومعتقل منذ 4 سنوات، وهو نجل الأسير المحرر والمبعد الى غزة راتب زيدان.
وتابع أن حالات الإنجاب للأطفال عبر النطف المهربة توالت حتى وصلت إلى 56 أسيرًا خاضوا التجربة بينهم (16) أنجبوا توائم اثنين منهم رزقوا بثلاثة توائم دفعة واحدة من النطف المهربة وهم الأسير إياد مهلوس من القدس والأسير رأفت القروي من نابلس، بينما أنجب 6 أسرى مرة ثانية بعد نجاح تجربتهم الأولى.
وأشار إلى أن الاحتلال حاول مرارًا أن يكتشف طرق تهريب تلك النطف لكنه فشل، رغم الإجراءات والعقوبات ضد الأسرى للحيلولة من تمكينهم من الأمر، مما يعكس انتصارًا معنويًا للأسرى وإرادة فولاذية يتمتعون بها وأمل في الحياة لا ينقطع أو يخبو، وتجاوز لكل القضبان والحدود رغم قسوة السجان وظروفه القهرية والسنوات الطويلة التي مضت من أعمارهم محرومين من حريتهم.