أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، عن قلقها من الوضع السياسي الذي تمرّ به المنظمة الأممية، مُؤكّدةً على أنّه "مخيف" أكثر من الأزمة المالية التي تعاني منها منذ سنوات.
وقال مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة ماتياس شمالي خلال لقائه مجموعة من الصحفيين بمقر الوكالة بمدينة غزة: إنّ "الوضع السياسي الذي تمر به الوكالة المخيف، بدء من قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ومرورا بتقليص الأموال الواصلة للوكالة".
ولفت إلى أنه بالرغم من المؤشرات السلبية، إلا أن الأمور تسير باتجاه وصفه بـ"الجيد"، سيما في ظل وجود دول داعمة لتجديد تفويض أونروا. وفق قوله.
وأوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستفتتح جلستها الدورية للنظر في تجديد التفويض الذي يمنح للوكالة كل ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أنّه من المتوقع اتخاذ القرار في أول شهر ديسمبر القادم.
وشدّد شمالي على أنه لم يتم طرح أي ملف له علاقة بتفويض "أونروا" من الدول الأعضاء بالجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وفيما يخص قضية تعريب "أونروا"، ونقل مسؤوليتها للدول العربية، قال شمالي: إن "تقديم مبلغ يقدّر بـ 200 مليون دولار، العام الماضي، من دول عربية للوكالة لا يعتبر أنها أصبحت عربية".
وأضاف: "كانت أمريكا أكبر داعم لنا ورغم ذلك لم نكن مؤسسة أمريكية، حصلنا على دعم من الاتحاد الأوروبي ولم نصبح مؤسسة أوروبية، وهكذا الحال مع الدعم العربي".
ورحّب شمالي بأي دعم يصل إلى وكالته من الدول العربية، والذي من شأنه أن يساهم في حل المشكلة.
وبشأن ما أُثير حول وجود شُبهات فساد داخل الوكالة، أكّد شمالي على أنه تم تشكيل فريق للتحقيق والاستقصاء، ولم ينته من عمله بعد.
وبيّن أن وكالته تتعاون بشكل "حثيث مع لجنة التحقيق"، داعياً الجميع للتروي إلى حين انتهاء عملها، لمعرفة الحقائق.
الفجوة المالية
أوضح شمالي، أن الفجوة المالية في الميزانية العامة للأونروا بلغت حوالي 120 مليون دولار، منها 30 مليون دولار متعلّقة ببرنامج المساعدات الغذائية المقدّمة فقط لقطاع غزة.
وقال:" استطعنا تأمين المساعدات الغذائية في الفترة الأخيرة، على الرغم من الأزمة المالية الكبيرة والمخاطرة، لكننا قلقون على مستقبل هذه المساعدات خلال نهاية العام الجاري".
وحذّر شمالي أن عدم تغطية هذا العجز، قد يجعل من تقديم دفعة جديدة من المساعدات الغذائية أمر "ضبابي"، داعياً المجتمع الدولي لتغطية العجز المالي الذي تعاني منه "أونروا" كي تستمر في تقديم خدماتها؛ خاصة الغذائية والتي تعتبر من أهم الخدمات.
ومن جانب آخر، لفت إلى أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ستطرح في جلستها، التي بدأت اليوم بمدينة نيويورك الأمريكية، نقاشًا حول وضع أونروا.
قطاع غزة
وأعرب مدير عمليات الأونروا بغزة، عن تخوّفه من الوضع العام بالقطاع، قائلًا: إنّه "يغلي برغم الهدوء النسبي، ومن الممكن انفجاره في أي وقت".
وذكر أن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، وارتفاع نسبة الأسر المعتمدة على المساعدات الغذائية، وغياب رؤية مستقبلة آمنة، هي أمور قد تفجّر الأوضاع بغزة بشكل مفاجئ.
وأشار شمالي إلى أن 30% من مراجعي عيادات الوكالة بقطاع غزة يشكون أو يتحدّثون عن ضغوطات نفسية وإحباط في ظل استمرار الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 12 عامًا.
وفي سياقٍ آخر، بيّن أن "أونروا" نجحت برغم التحديات في افتتاح العام الدراسي الجديد أمام نحو 280 ألف طالب وطالبة مسجّلين في 276 مدرسة تابعة لها.
وذكر أن الوكالة افتتحت هذا العام مدرستيْن من المدارس "الصديقة للطفل"، كما افتتحت مؤخرًا مستودع المخازن الكبرى بمدينة رفح، جنوبي القطاع، والذي يضمّ نحو 26 مخزنًا.
كما قال شمالي إنّ نحو 22 مركزًا صحيًا لـ"أونروا" يواصلون تقديم خدماتهم لسكان قطاع غزة المحاصر، ويسجّلون نحو مليون زيارة كل ثلاثة شهور، كما قدّموا أيضًا خدمات لمصابي مسيرة العودة وكسر الحصار رغم الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها الوكالة.