أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أنّ الشعب الفلسطيني ما زال متمسكًا بأمل الاستقلال، مُشيرًا إلى أنّه في حال أقدمت إسرائيل على ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات، فإن جميع الاتفاقات الموقعة مع حكومة الاحتلال ستكون منتهية.
وطالب الرئيس عباس خلال كلمته أمام الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الخميس، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوضع حد للعدوان والعنجهية الإسرائيلية.
وأضاف: "فلسطين تستحق أن تكون عضوًا كاملًا بالأمم المتحدة"، مُشدّداً على أنّ القانون الدولي بخطر شديد بسبب سياسات إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وأنّه لن يتم قبول بأنّ تكون رعاية السلام بعد اليوم حكراً على دولة واحدة حتى لو كانت أمريكا.
وتساءل الرئيس: "ألم يحن الوقت لخلاص الشعب الفلسطيني وانعتاقه من هذا الظلم والقهر والاحتلال؟"، مُبيّناً أنّ مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي تقع على عاتق المجتمع الدولي.
وجدّد التأكيد على رفض ما يسمى بـ"صفقة القرن"، أو أي حلول اقتصادية واهية تطرحها الإدارة الأميركية، بعدما نسفت بسياساتها وإجراءاتها كل فرص تحقيق السلام، مُشيراً إلى أنّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.
وتحدى الولايات المتحدة الأمريكية إنّ كان هناك شيء اسمه "صفقة القرن" في جعبتها غير ما تم إعلانه، مُشدّداً على أنّ الشعب الفلسطيني سيقاوم الاحتلال بكل الوسائل المشروعة وعلى رأسها المقاومة الشعبية.
وقال: إنّ "تنكر الولايات المتحدة الاميركية لمسؤولياتها الدولية والقانونية والسياسية والأخلاقية، وتشجيعها لحكومة الاحتلال على التنكر لجميع الاتفاقات والتراجع عن جميع التزاماتها تجاه السلام، أفقد عملية السلام كل مصداقية، ودفع قطاعات واسعة من شعبنا إلى فقدان الأمل في السلام المنشود، وجعل حل الدولتين في مهب الريح".
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى المبادرة التي سبق أن طرحها في مجلس الأمن الدولي في فبراير 2018، تشارك فيه الأطراف العربية والدولية المعنية كافة، بمن فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، والرباعية الدولية، كي يقر خطة تستند إلى الإجماع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتتضمن أطراً زمنية محددة لإنهاء الاحتلال واستقلال الدولة وإنهاء الصراع.
وكشف الرئيس أنّه سيُعلن فور عودته من نيويورك عن موعد لإجراء الانتخابات العامة، داعياً الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة للإشراف على إجراء هذه الانتخابات، لأنّه سيحمل أي جهة تسعى لتعطيل إجرائها في موعدها المحدد المسؤولية الكاملة.
وتابع: "الاقتطاعات الإسرائيلية من أموالنا والاستيلاء على جزء منها زاد من معاناة شعبنا، ولكنّ لن نرضخ للاحتلال مهما كانت الظروف ومهما زادت المعاناة، وسنقاوم الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة الشعبية السلمية".
وختم الرئيس حديثه بالقول:" إننا على يقين بأن الاحتلال شأنه في ذلك شأن الاحتلالات السابقة زائل لا محالة".