بقلم :  ثائر نوفل أبو عطيوي

تيار الإصلاح.. الانتقاد متاح لمواصلة التقدم والنجاح

 ثائر نوفل أبو عطيوي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

بات من المؤكد أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح يسير بالاتجاه الصحيح في تحقيق أهدافه التي نشأ من أجلها وأهمها تصويب المسار التنظيمي والوطني معاً لحركة فتح بعدما ما وصلت إليه حال الحركة بعد انتخابات المؤتمر السابع، والتي كانت مدخلاته ومخرجاته دليل واضح على فرض الهيمنة والسيطرة والأجندات الخاصة المتنفذة على كافة مفاصل الحركة من قبل فئة لا تريد لحركة فتح النهوض والاستمرار والطليعة الأولى في ساحة العمل الوطني ، ولهذا كان من الطبيعي تشكيل تيار في حركة فتح يعمل على استنهاض الواقع التنظيمي وترميم هياكله التنظيمية وقواعده الجماهيرية من أجل بقاء حركة فتح اسما راسخاً وعنواناً شامخاً في ساحة العمل الفلسطيني.

انطلق تيار الإصلاح في النشأة والتأسيس واضعاً نصب عينه التقدم والمسير دون الالتفات إلى ما قيل وسيقال عنه ؟، إلا أنه لم يلتفت للثرثرة والغوغائية المفرطة التي كانت تطلق سهامها السامة الحاقدة من حين لأخر والتي مازلت ليس لشيء، بل لأن تيار الإصلاح الديمقراطي  يعتبر اليوم المكون التنظيمي والجماهيري لحركة فتح من خلال حجم التأييد والامتداد الواسع بين قطاعات وفئات المجتمع الفلسطيني وخصوصاً جيل الشباب في غزة والضفة والقدس ولبنان والساحات التنظيمية الخارجية.

العمر الزمني للنشأة والتأسيس لتيار الإصلاح الديمقراطي قد فاق الحدود والمقاييس ، حيث استطاع في فترة زمنية قليلة أن يكون اسما له المكانة والاحترام والحضور في أوساط حركته الرائدة فتح وبين فصائل العمل الوطني وصولاً إلى الإقليم العربي والدول الأوروبية من خلال مبادراته وفعالياته المميزة التي جسدت الحضور الوطني وأعادت للقضية الفلسطينية عناوينها الرئيسية من خلال احياء الفعاليات الهامة والتي منها تسليط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين والأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ، وضرورة انهاء الانقسام واحياء معظم المناسبات الوطنية التي تهم الشأن الفلسطيني بكل مشتقاته وتفاصيله

يدرك تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بأن ضريبة التقدم والنجاح تكمن في الانتقادات الفارغة غير الموضوعية والتي لا تمت للمنطق والواقع بصلة ، والتي من الممكن توصيف تلك الانتقادات الفاشلة والفارغة ضد تيار الإصلاح بأنها وفق قاعدة " خالف تعرف" ليس إلا ، لأن الانتقاد الذي لا يقوم على وقائع صحيحة ومنطقية يعتبر انتقاداُ من باب المزاودة والفشل الذي يعتلي الشخوص المريضة التي تحاول أن تبحث عن موطأ قدم لها وإن كان عبر نشر الانتقادات غير المنطقية أو الشائعات الكاذبة التي تحمل في طياتها بركان من الافتراءات والاباطيل.

تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لا يدعي الكمالية المطلقة في التكوين والعمل والأداء، حيث أنه تيار في حركة تحررية وطنية حديث النشأة والتأسيس مقارنة في أحزاب وتيارات فلسطينية متعددة، ولكن الفارق هنا بأن تيار الإصلاح بهويته الفتحاوية ورؤيته الوطنية استطاع أن يتفوق على أحزاب لها من العمر عتيا.

يؤمن تيار الإصلاح الديمقراطي في النقد البناء والانتقاد الذي يقوم على تصويب الخطأ، ويعطي مساحات واسعة لذلك من خلال تقبله للانتقادات سوآءا من داخل الجسم التنظيمي أم من خارجه، ولكنه في الوقت ذاته لا يقبل الانتقادات الحاقدة التي مضمونها الكذب والتزوير والنفاق ومجاملة الاخر من اجل كسب مصالح شخصية دنيئة على حساب تيار شق طريقه في خطى واثقة من أجل استنهاض حركة فتح ولملمة صفوفها والحفاظ على ارثها الوطني والنضالي على طريق الحرية والاستقلال.

رسالتنا ...

تطالعنا من وقت لآخر عبر وسائل الاعلام حملات ممنهجة تحاول النيل من تيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح ولا سيما من زعيمه " محمد دحلان " ونحن على علم تام ودراية مطلقة بأن الانتقادات المضادة والموجهة والتي مضمونها الافتراءات والأكاذيب جل فحواها الخيال المهموس الذي لا يحتكم للعقل والمنطق ولا النزاهة في الطرح ولا الشفافية في الرؤية، وهذا كله من أجل إرضاء أسيادهم والحفاظ قدر الإمكان على وجودهم ومصالحهم الخاصة، فلهذا سيبقى تيار الإصلاح رافعاً شعاره "على الأرض يا حكم " ومتمسكاً بمقولة الشهيد الخالد ياسر عرفات يا جبل ما يهزك ريح ...