نعيش في ثقافة حيث يسعى أغلب الآباء جاهدين لتربية أطفالهم على التفوق؛ نريدهم أن يكونوا كالنجوم، كل مرة يقوم طفلك بشيء رائع، تريد أو تريدين مدحه في العلن.
التحدث كثيراً بشأن إنجازات طفلك يبدو أمراً يرتبط دائما بشعورك بالفخر، والأمر نفسه يعلم طفلك كثرة التبجح العادة التي ستكبر معه وتنفر الناس منه.
وجدت دراسة لجامعة هارفرد عام 2012، مكونة من خمس تجارب لرسم المخ ، أن الحاجة لمشاركة الشخص معلومات عن حياته أكثر قوة مما اعتقد سابقاً. حيث وجدوا أن مشاركة المعلومات عن أنفسهم تحفز نفس الإحساس في العقل والمرادف لتناول الطعام وممارسة الجنس في المشاركين.
كما عرض على المشاركين حافزاً مادياً لإجابة أسئلة عن أشخاص آخرين، إلا أن كثيرين رفضوا المال مفضلين الإجابة عن أسئلة بشأن أنفسهم.
بالامتداد، أطفالنا هم نحن، على الرغم من أنهم ليسوا ولا يجب أن يكونوا كذلك. وبالأخذ في الاعتبار كم يمكن لغرورنا البالغ أن يندمج في إنجازات أبنائنا، يبدو منطقياً أن حاجتنا للتبجح بإنجازاتهم مجرد طريقة مشبعة مثل التبجح بما لدينا وما نملكه. الرغبة في زيادة تسليط الضوء على الابن يتغلب أحياناً على هذا الصوت في عقلنا الباطن والذي يخبرننا: توقف عن التبجح. تبدو مزعجاً.
عندما تتباهى أمام جدي الطفل أو أقارب آخرين أو أشخاص تثق بحبهم لإبنك، فهو امر مختلف تماما عن التبجح امام الآخرين حتى إذا كان هذا غير متعمد. خذ في الاعتبار الأشخاص المستمعين لك: هل إخبار قصتك يشير للتفوق بشكل ما؟ هل ينال من والد آخر أو ابن؟ في مقال بمجلة “نيويوركر” عن آن هاثوي، الفائزة بجائزة الأوسكارلأفضل ممثلة مساعدة، كتبت ساشا ويس: “الحاجة للسيطرة على متعتنا المجردة حتى تصبح مناسبة اجتماعيا مشكلة نواجهها جميعاً”.
قد تعتقد أنك فخور فقط، لكن في عيون الآخرين قد تبدو متبجحاً، تنافسياً أو غير مراع. كما اكتشف علماء الأعصاب بهارفارد بالنظر للمناطق الناشطة في المخ في دراستهم، أن سبب 40% مما نقوله يتعلق بإخبار الأشخاص الآخرين عن الأشياء التي نعتقدها أو نشعر بها.