في ظل إحاطته بالخصوم السياسيين

تقارير إسرائيلية تكشف عن مخاوف نتنياهو بملف تشكيل الحكومة

نتنياهو
حجم الخط

تل أبيب - وكالة خبر

كشفت تقارير إسرائيلية أنّ رئيس وزراء الاحتلال وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، يخشى الفصل الأخير في عملية تشكيل الحكومة، خاصة أنّه يُمكن عندها خلال 21 يومًا نقل التكليف بتشكيل الحكومة قُبيل حل الكنيست، إلى أي عضو كنيست قادر على تشكيلها.

وبحسب محللون إسرائيليون، فإنّ نتنياهو هو أول من بادر إلى عرض فكرة إجراء انتخابات تمهيدية سريعة داخل حزبه "الليكود"، وذلك بهدف "ابتزاز ولاء" حزبه له، إلا أنّه سرعان ما تراجع عن الفكرة بعد أن سارع عضو الكنيست غدعون ساعار إلى التعبير عن استعداده للمنافسة على رئاسة "الليكود".

ويأتي ذلك في الوقت الذي يجد فيه نتنياهو نفسه محاطاً بخصوم سياسيين، ما يضطره إلى تركيز جهوده لمنع تشكيل حكومة وحدة مع "كاحول لافان" بدونه.

وكان نتنياهو قد أجرى مشاورات مع عدد من الوزراء، بينهم زئيف إلكين وياريف ليفين، بشأن إمكانية إجراء انتخابات تمهيدية في الليكود، وذلك بهدف منع إمكانية أنّ يسعى أحد أعضاء الليكود إلى التمرد ضده وعزله، بهدف تشكيل حكومة وحدة بدلا منه.

وعبر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، كتبت المحللة موران أزولاي، أنّ نتنياهو المحاط بالخصوم السياسيين، يُدرك أنّه "يوجد لاعبون كثيرون في الساحة، سواء في حزبه أو يمين الخارطة السياسية، الذين تتوفر لديهم الحافزية" لتشكيل الحكومة.

وأضافت: "نتنياهو يُدرك أنّ فشله للمرة الثانية على التوالي في تشكيل ائتلاف حكومي، فإنّ إمكانية تقديم لائحة اتهام ضده بسبب ملفات الفساد تزيد من مخاوفه من فكرة تشكيل حكومة بدونه".

ونقلت عن مصدر سياسي قوله: إنّ "مبادرة نتنياهو لإجراء انتخابات تمهيدية كانت تهدف أولا إلى إدخال الطامعين بمنصب رئاسة الليكود إلى حالة دفاع، وعندها حصل ما لم يتوقعه عندما بادر ساعار إلى إعلان استعداده، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى التفكير مجددا بهذه الخطوة".

وأردف المصدر: "ما بدأ كمناورة تهدف إلى ابتزاز تعهدات بالولاء في أحسن الحالات، أو إجراء انتخابات تمهيدية يكون فيها المرشح الوحيد، في أسوأ الحالات، قد تعرقل تماماً بإعلان ساعار".

كما أشارت تقديرات سياسية إسرائيلية مختلفة إلى أنّ نتنياهو يعمل في اتجاهات سياسية أخرى من أجل منع إجراء انتخابات تمهيدية، و"ابتزاز تعهدات" من قادة كتلة اليمين بعدم تشكيل حكومة مع مرشح غيره، والنتيجة هي أنّ نتنياهو سينتقل من وضع كان فيه مكلفاً بتشكيل الحكومة إلى وضع يخوض فيه معركة لمنع تشكيل حكومة بدونه.

بدوره، كتب المحلل السياسي يوسي فيرتر، في صحيفة "هآرتس"، أنّ نتنياهو في خطابه جلسة الكنيست الافتتاحية قد استبدل كلماته المعروفة بـ"التحذير من حرب مستقبلية، وتحديات أمنية غير مسبوقة، ومصاريف ضخمة وقرارات اقتصادية درامية لم يكن لها مثيل منذ الحرب عام 1973".

وتابع: "نتنياهو يعي أنّه إذا كان الوضع خطيراً إلى هذا الحد، وإذا كان الضغط الإقليمي على وشك الانفجار في كل لحظة، فمن سيخطر بباله أنّ يستبدل رئيس حكومة مجرب مثله بسياسي مبتدئ مثل غانتس".

واعتبر فيرتر أنّ نتنياهو قد كشف في خطابه في الجلسة الافتتاحية أنّه في حال تشكيل حكومة وحدة بالتناوب، فإنّه لا ينوي إخلاء مكانه لغانتس، حتى لو تم تقديم لائحة اتهام ضده.

وفي السياق ذاته أشار إلى أنّ "التهديدات والتحديات والمخاطر الوجودية" التي تحدث عنها نتنياهو لم تكن قائمة قبل أسبوعين ونصف، حتى 17 سبتمبر، إذ أنّ ما كان يعنيه هو تشكيل ائتلاف من 61 عضو كنيست وتشكيل حكومة، وسن قانون الحصانة وقانون تجاوز المحكمة العليا. وبعد أنّ تبيّن أنّه لن يحصل على الحصانة، فإنّه من الأفضل بالنسبة له أنّ يدير معركته القضائية، أو التفاوض على صفقة ادعاء، من موقع رئيس الحكومة.

وأوضح أنّ نتنياهو قد صرح في جلسة لكتلة الليكود أنّ فكرة الانتخابات التمهيدية كانت بهدف "تثبيت قيادته" للحزب، وذلك لتبديد "آمال" حزب "كاحول لافان" بأن يتم عزله من القيادة.