انتصارات اكتوبر ... والعبور المستمر !!!!

حجم الخط

بقلم وفيق زنداح

 شهد التاريخ الحديث محطات عديدة يطول الشرح والتفصيل فيها ... مما يجعلنا نحدد الفترات والمحطات التاريخية بما قبل انتصارات اكتوبر 73 ... وخاصة مرحلة ما بعد النكسة بحزيران 67 ... وحرب الاستنزاف التي لا تقل بضراوتها وبطولاتها عن أي حرب اخرى ... وحتى تصل مصر الى ساعة الصفر ليكون القرار بالعبور بتاريخ السادس من اكتوبر العاشر من رمضان ... حيث كانت الضربة الجوية الاولى والقصف المدفعي الذي طال كافة نقاط القوات الاسرائيلية على ضفة القناة وما بعدها بشبه جزيرة سيناء ... مما مهد الطريق للعبور وتحقيق الانتصار ورفع علم مصر خفاقا .

مرحلة هامة واستراتيجية بالتاريخ المصري والعربي ... وما جرى من تحولات لا زالت شاهدة ومشهود لها حول قدرة مصر وشعبها وقيادتها على انجاز نصر عسكري يعتبر الاول ضد المحتل الاسرائيلي في ظل امكانيات عسكرية لا تقارن بما تمتلك اسرائيل ومن يدعمها ويتحالف معها وحاصة الولايات المتحدة .

مصر وقد اتخذت قرار الحرب والتحرير على طريق تطلعها لتحقيق السلام والامن والاستقرار .

ظروف سياسية اقتصادية واجتماعيه كانت بتلك الفترة التاريخية منذ نكسة حزيران 67 اقتصاد الحرب والنظام الاقتصادي الذي كان يتبع بتلك الفترة والذي لم يحقق النتائج المرجوة بكافة القطاعات والمناحي الحياتية وهذا ما ولد فكرة الانفتاح الاقتصادي والاقتصاد الحر .

مصر وشعبها وقيادتها والذين تعرضوا لحرب نفسية واعلامية في ظل ازمات اقتصادية واجتماعيه استطاعوا ان يتخلصوا من تبعات ونتائج هذه الحرب والحالة القائمة ما بعد انتصارات اكتوبر من خلال خطط اقتصادية وتنموية .

صمود الشعب المصري وتحمل تبعات حروب عديدة منذ حرب اليمن الى حرب حزيران 67 وما تحقق من حرب الاستنزاف من نتائج معنوية مهدت الطريق لحرب اكتوبر المجيدة وتحقيق الانتصار.... وبداية صفحة جديدة على ارضية ارادة مصرية حرة وقادرة على مواجهة تحدياتها بكافة السبل الممكنة .

مصر وقد عاشت ولا زال امامها الكثير من التحديات في ظل تقدمها وتطور اوضاعها باعتبار مصر مركز الثقل بمنطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية وما يواجهها من تحديات اقليمية خارجية في ظل مواقف بعض الاطراف التي تعمل على احداث التوتر وعدم الاستقرار وخاصة تركيا وايران وقطر ... وما يجري من دعم لقوى الارهاب التكفيري لزعزعة الامن والاستقرار بالعديد من الدول العربية .

مصر وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية وحتى الامنية تستهدف وقفة عجلة التقدم والتطور الاقتصادي والتنموي في هذا البلد العربي الشقيق .... ولم يكن الارهاب ودعمه من قبل بعض القوى الاقليمية الا في اطار وقف عجلة التقدم والتنمية .... كما ان ازمة مياه النيل وسد النهضة وما يجري حتى الامس من عدم الوصول الى نتائج ايجابية في لقاء الخرطوم نتيجة الموقف الاثيوبي يعبر عن تحديات اضافية سيتم مواجهتها بكافة الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة وبحسب القانون الدولي المنظم للعلاقات ما بين الدول .

ما يجب توضيحه بذكرى حرب اكتوبر المجيدة وما كانت عليه المعنويات والارادة المصرية فاصلة وحاسمة لإنجاح العبور ومواجهة التحديات والذي لا زال بحاجة للمزيد من تلك الارادة والطاقة المصرية .... في ظل تحديات لا زالت قائمة ومستمرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحتى ما يواجه مصر من قوى الارهاب التكفيري والتنظيم الاخواني وحرب الشائعات والدسائس استغلالا لظروف تراكمت بفعل حروب عديدة وحالة اقليمية متوترة .

انتصارات اكتوبر وقد فتحت الطريق لاتفاقية السلام وبداية مشروع التنمية بسيناء والمستمر من خلال خطة التنمية 2030 والاصلاح الاقتصادي وما يجري من مشروعات استراتيجية بكافة ارجاء مصر .

ما نشاهده ونحلله بأعين المحبين لمصر وشعبها وقيادتها نلمس مدى التقدم والتطور الملحوظ والمتراكم حتى في ظل مصاعب الطريق والتحديات القائمة وما يجب فعله وتنفيذه والسير عليه حتى يصل شعب مصر العظيم الى ما يتنمى لأرض الكنانة ... وحتى يتم التطهير والقضاء على قوى الارهاب التكفيري وجماعات الخونة والمأجورين الذين يحاولون ان يتلاعبوا بالزمن الضاغط والظروف القاهرة استغلالا خسيسا لنشر دسائسهم وشائعاتهم .... وعدم قولهم للحقيقة الساطعة كالشمس المشرقة حول الكثير من الانجازات التي تتحقق ... والتي لا يتسع المجال لسردها وما يحاولون فاشلين بإخفائها بغربالهم !!!! .

حرب اكتوبر المجيدة شاهد تاريخي على ارادة المصريين من خلال قواتهم المسلحة وقيادتهم السياسية المستمرة بالعبور من تحرير الارض الى تنميتها وتشييد بنية اقتصادية واجتماعيه تليق بالمصريين وتضحياتهم ونصرهم المظفر .