بعد أيام قليلة على بدء عرض فيلم "الجوكر" الجديد في دور العرض العالمية، انقسم المشاهدون والنقاد بين معجبين بهذا العمل الفني وآخرين منددين به.
وأثار الفيلم، الذي بدأ عرضه يوم 3 أكتوبر، وتصدر شباك التذاكر في أميركا الشمالية في أسبوعه الأول، آراء وجدلاً واسع النطاق، حيث يحكي قصة ممثل كوميدي فاشل كانت حياته طبيعية قبل أن يواجه عدة مشاكل وضغوط نفسية، جعلته يقرر الخروج عن القانون ويقتحم عالم الجريمة والفوضى في مدينة جوثام.
ومن بين أبرز الممثلين في الفيلم، خواكين فينكس (الذي يؤدي دور الجوكر) وروبرت دي نيرو وزازي بيتز وفرانسيس كونروي.
وواجه "جوكر" آراء مختلفة، بين من انتقده واتهمه بالترويج للعنف ونشر الفوضى مطالبين بإيقاف عرضه، ومن اعتبره عملا سينمائيا هادفا ومتقنا.
ومنح موقع "روتن توميتوز"، المتخصص في تقييم الأعمال الفنية، تصنيفا نسبته 69 في المئة لفيلم "جوكر"، وهو تصنيف شارك فيه أكثر من 390 ناقدا. فيما كان تصنيف جمهور "روتن توميتوز" 91 في المئة، بمشاركة أكثر من 13500 مشاهد.
نقاد الفيلم
ومنح الكاتب والناقد الأميركي، ماثيو روزسا، تقييم 2.5/4 للفيلم، وقال إن الـ "جوكر عمل فني خطير في الأيدي الخطأ".
وأضاف "ما يحصل في الفيلم يمكن أن يؤدي ويشجع على ارتكاب أعمال عنف، يمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية".
من جهته، اعتبر الكاتب ريتشارد برادي أن جوكر "فيلم مليء بالسخرية ويمكن أن تخرج منه خاوي الوفاض بعد مشاهدته".
وتابع "فيلم سيء لا يقدم أي جمالية فنية.. وبالعكس فقد لاحظت أنه مشتق من عدد من الأفلام الأخرى من ناحية التصوير والسيناريو والأحداث.."
في المقابل، وجد عدد من المشاهدين أن "الجوكر" فيلم جريء ورسالته واضحة، كما أنه يعالج مسألة أصبحت مقلقة في مجتمعاتنا، ألا وهي القلق والاكتئاب، اللذان يسيطران على عدد كبير من سكان العالم.
وفي هذا الصدد، ذكر كريس واسر، صحفي أميركي متخصص في الأفلام أن "جوكر قطعة فنية.. مظلمة من حيث القصة التي يعالجها لكنه مدهش من حيث الرسالة المراد إيصالها".
وأضاف لموقع "روتن توميتوز" أن بطل الفيلم خواكين فينكس أدى دوره بشكل بارز، حيث نجح في تشخيص شخصية الممثل الذي يأس وفقد الأمل، ليختارا مسارا جديدا لحياته.
هذا وعبرت الناقدة آنل إلينغسون عن إعجابها بالفيلم، قائلة إن "جوكر تجربة ممتعة وجديرة بالمشاهدة، إذ يجمع بين السخرية والجدية في معالجة قضية أخلاقية تهم كل مجتمعاتنا".
ورد مخرج "جوكر"، تود فيليبس، على النقاش الذي أثاره فيلمه، حيث قال "أنا مندهش.. أليس هذا أمرا جيدا أن يتم إجراء هذه المناقشات حول الفيلم؟ أليس من الجيد أن تجري هذه النقاشات حول الأفلام، وعن العنف؟ لماذا يتم النظر لمثل هذه الأمور بأنها سيئة؟"، وفق ما نقل موقع "ذا وراب" الأميركي.
كما خرجت شركة "وارنر براذرز"، المنتجة للفيلم، عن صمتها، نافية أن يكون إنتاجها السينمائي "يؤيد العنف".
وقالت في بيان رسمي "يمثل العنف المسلح في مجتمعنا الأميركي قضية بالغة الأهمية، وشركتنا لها تاريخ طويل مع التبرع لضحايا العف".
وتابعت "نعتقد في وارنر براذرز أن إحدى وظائف السينما إثارة النقاشات حول القضايا الصعبة والمعقدة.. لا تمثل شخصية الجوكر الخيالية تأييدا للعنف. ليس هذا قصدنا".