الاحتلال اعتقل 514 مواطنًا خلال الشهر الماضي

اعتقال
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات طالت (514) فلسطينياً من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة خلال الشهر الماضي، من بينهم 81 طفلاً، وعشر من النساء.

وأشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)؛ ضمن ورقة حقائق صدرت عنها اليوم الخميس، إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت 175 مواطنا من مدينة القدس، و54 مواطنا من محافظة رام الله والبيرة، و100 مواطن من محافظة الخليل، و36 مواطنا من محافظة جنين، ومن محافظة بيت لحم 25 مواطنا، فيما اعتقلت 45 مواطنا من محافظة نابلس، ومن محافظة طولكرم 21 مواطنا، و24 مواطنا من محافظة قلقيلية، أما من محافظة طوباس فقد اعتقلت 5 مواطنين، و8 مواطنين من محافظة سلفيت، وعشرة مواطنين من محافظة أريحا، إضافة إلى 11 مواطنا من غزة.

وبذلك بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتّى نهاية الشهر المذكور أكثر من 5000، منهم 43 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال نحو 200 طفل، والمعتقلين الإداريين قرابة 450، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة 101 أمر إداري بين جديد وتجديد لأوامر صدرت سابقاً.

واعتقلت قوات الاحتلال سامر عربيد بتاريخ 25 أيلول/ سبتمبر 2019 من أمام مكان عمله، وهو برفقة زوجته، ومنذ اللحظات الأولى لاعتقاله تم ضربه بعنف بواسطة أسلحة القوات الخاصة التي قامت باختطافه، ونقلته مباشرة لمركز تحقيق "المسكوبية" وتم منع محاميه من زيارته.

وتعرض سامر لإجراءات استثنائية للتعذيب في مركز تحقيق "المسكوبية"، ومع أنه أبلغ القاضي العسكري في اليوم الثاني من اعتقاله، أنه يشعر بألم في صدره ولا يستطيع البلع ويستمر بالتقيؤ، إلا أن المحكمة لم تُعره أي اهتمام حتى نُقل إلى المستشفى يوم الجمعة 27 أيلول- سبتمبر، وذلك بعد أن فقد وعيه ودخل في مرحلة الخطر على حياته.

ولم يخبر الاحتلال عائلته ومحاميه عن وضعه الصحي إلا مساء السبت 28 أيلول- سبتمبر، فتلقى محاميه اتصالاً من قوات الاحتلال ليخبروه بوجوده في المستشفى ولم يسمحوا للمحامي بزيارته أو رؤيته حتى الأحد 29 أيلول- سبتمبر الذي سمحوا فيه للمحامي برؤيته لمدة 10 دقائق، كان خلالها سامر منوماً ولا يستطيع التواصل.

كما رفضت سلطات الاحتلال في البداية إعطاء عائلته ومحاميه التقرير الطبي ولكنهم علموا من الطاقم الطبي الموجود في المستشفى بأنه يعاني من كسور في القفص الصدري، ورضوض وآثار ضرب في كافة أنحاء جسده، ومن فشل كلوي حاد.

وبالرغم من الإعلان عن وضعه الخطير، إلا أن قوات الاحتلال قامت بتمديد توقيفه لمدة خمسة أيّام حتى 7 تشرين الأول- أكتوبر 2019، ومنعت محاميه من لقائه مرة أخرى حتى الاثنين المقبل 14 تشرين الأول-أكتوبر.

ورغم الانتقادات الدولية والشكاوى والتقارير الصادرة عن لجان وهيئات الأمم المتحدة، إلا أن قوات الاحتلال ما زالت تمارس التعذيب والتحقيق العسكري بحق المعتقلين الموجودين في مراكز التحقيق، غير مكترثة للقوانين الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها سلطات الاحتلال.

كما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 43 امرأة فلسطينية في سجن "الدامون"، وتتعمد إدارة المعتقل ممارسة العديد من الانتهاكات والخروقات في معاملتهن منذ لحظات الاعتقال الأولى، مرورا بعملية النقل المراكز التوقيف والتحقيق ومنها للمعتقل، وكذلك في إهمال أوضاعهن الصحية، وتنفيذ محاكمات جائرة، وفرض غرامات باهظة، عدا عن احتجازهن في ظروف معيشية صعبة وقاسية.

وأفادت مؤسسات الأسرى بأن من بين الأسيرات القابعات في سجن "الدامون"، (16) أمًا لـ59 طفلاً وطفلة، وكذلك وجود ثلاث أسيرات قيد الاعتقال الإداري وهن كل من: الأسيرة شروق البدن من بيت لحم، والأسيرة آلاء فهمي بشير من قلقيلية، والأسيرة هبة اللبدي والتي صدر بحقها أمر اعتقال إداري لـخمسة أشهر، وشرعت بإضراب عن الطعام منذ 17 يوماً، احتجاجاً على أساليب التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضت له خلال التحقيق، وكذلك رفضاً لاعتقالها الإداري.

وأوضحت أن من بينهن 11 أسيرة موقوفات، فيما وصل عدد المحكومات إلى 29 أسيرة، أعلاهن حُكماً الأسيرة شروق دويات، وشاتيلا عيّاد المحكومات بالسّجن 16 عاما، والأسيرتان عائشة الأفغاني، وميسون الجبالي المحكومات بالسّجن لـ15 عاما.

كما تُعاني عدد من الأسيرات من أوضاع صحية قاسية وصعبة كالأسيرة إسراء الجعابيص التي تعتبر من أخطر الحالات الصحية في سجن "الدامون"، فهي تعاني من حروق شديدة في جسدها، وهي بحاجة إلى إجراء المزيد من العمليات الجراحية، حيث خضعت لأكثر من ثماني عمليات جراحية منذ تاريخ اعتقالها عام 2015.

ويواصل ستة أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم: أحمد غنام وهو مضرب منذ 89 يوما، وإسماعيل علي مضرب منذ 79 يوماً، وطارق قعدان منذ 72 يوما، وأحمد زهران، ومصعب الهندي، والأسيرة هبه اللبدي (32 عاما).

ووفقا لمتابعة المؤسسات، فقد شرعت الأسيرة اللبدي في إضرابها منذ تاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2019، بعد أن تعرضت لتعذيب نفسي وجسدي على مدار أكثر من شهر في التحقيق، إلى أن نُقلت إلى سجن "الدامون"، وبعد إعلانها للإضراب بيومين جرى نقلها إلى زنازين معتقل تحقيق "الجلمة".

فيما شرع الأسيران أحمد زهران ومصعب الهندي إضرابهما عن الطعام بعد تنكر الاحتلال لمطلبهم المتمثل بإنهاء اعتقالهما الإداري، وقد سبق أن نفذا إضرابات عن الطعام ضد اعتقالهما الإداري، خلال العام الماضي والجاري.

وتستمر إدارة معتقلات الاحتلال والجهاز القضائي للاحتلال بتنفيذ سياسات تنكيلية ممنهجة بحق المضربين، من خلال عزلهم، واحتجازهم في زنازين غير صالحة للعيش الآدمي، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية منها زيارة عائلاتهم، وعرقلة زيارات المحامين لهم؛ وتمتد هذه الإجراءات داخل أروقة المحاكم العسكرية للاحتلال عبر قراراتها.

هذا ولفتت المؤسسات إلى أن خطوة الإضراب عن الطعام ما هي إلا مواجهة حتمية فرضها الاحتلال على الأسرى جراء استمراره في ممارسة سياسة الاعتقال الإداري، والتي تصاعدت خلال السنوات الماضية تحديداً بعد عام 2015.