شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!

شاهد: "فيلا" في غزّة ثمار اغتراب 5 أعوام في تركيا!!
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - وسيم مقداد

لا يرغب الناس عادةً بالهجرة من أوطانهم إلى الخارج؛ وذلك لأنّ الوطن عزيزٌ على قلب الإنسان، ولا يُستغنى عنه بأي حالٍ من الأحوال، ولكنّ ما يُرغمه على الهجرة بلا شك هي أسبابٌ قاهرةٌ وتحدياتٌ وعقبات تواجه فئة الشباب التي يكون لها أهدافها وطموحاتها المتوقدة.

إبراهيم أبو جامع  البالغ من العمر 27 عاماً من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة، نموذجاً للشباب الفلسطينيين الذين يغامرون بحياتهم ويخوضون مغامرة الهجرة غير المشروعة، ليبحثوا عن عيشة كريمة، فليس لديهم ما يخسرونه في أرض لم يبقَ لهم فيها إلا الحروب والانقسام.

يروي قصته

قال إبراهيم: "عدت إلى غزّة بعد خمسة أعوام من الغربة في وطنٍ مجهول بعيدًا عن أهلي وأصدقائي، بسبب حنيني الجارف إلى حضنِ أمي التي فقدت سماع صوتها في ساعات الصباح، وإلى قُبلةِ أبي الذي كان يُوقظني للصلاة".

وأضاف خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "عدت إلى غزّة حاملًا في قلبي كل شوق وحنين للبيت الذي كبرت وترعرعت فيه، لكي أشفي أنين قلبي وأُطفئ النار التي أشعلتها الغربة في صدري، ولأرى بيتي الذي حلمت ببنائه ليكون حقيقة على أرض الواقع.

وبدأت حكاية إبراهيم في عام 2014، عندما أجبرته ظروف غزّة على التفكير في السفر والهجرة بحثًاً عن حياة أفضل وعن فرصة عمل كريمة تليق بشاب طموح تخرج من الجامعة وأُغلقت كل الأبواب في وجهه.

وروى أنّ التفكير في السفر كان هو الخيار الوحيد الذي امتلكه لتغيير نمط حياته الروتيني في غزّة، حيث في تلك الفترة لم يحاصره الحصار فقط، بل حاصره خوف أهله عليه الأمر الذي دفعهم إلى رفض فكرة السفر، وأيضاً كانت المعابر والحدود عائقاً أمام تحقيق حلمه، إلا أنّ إصراره كان أقوى من كل المستحيلات.

رحلته في الغربة

قال: "وصلت إلى الأراضي التركية بعد رحلة معاناة طويلة، لتبدأ مرحلة جديدة من التيه في بلدٍ غريب وسط أُناسٍ غرباء، حيث كان التأقلم مع الظروف المحيطة تحديًا بالنسبة لي، ودائماً ما كنت أستذكر دعوات أمٍي التي رافقتني طوال رحلتي".

وأضاف: "تمكنت من إثبات نفسي ووضعت قدماً لي في تركيا بالعزيمة والإصرار، وبتوفيقٍ من الله حصلت على وظيفة في إحدى شركات الطيران الموجودة في إسطنبول، وتعلمت اللغة التركية وأتقنت التعامل مع الناس من جميع الجنسيات بفعل سلوكي المميز في العمل".

وتابع إبراهيم: "خرجت من غزّة بعد معاناة طويلة وأصبحت شخصاً مميزاً من وجهة نظري، لأنّه لم يكن هدفي اللهو أو الترفيه، بل سعيت إلى بناء شخصيتي في عالم مجهول" وفق حديثه.

بلوغ الهدف

وأوضح أنّه وصل إلى غزّة بعد خمس سنوات من الغربة والكد والتعب، ولكنّ كان البيت الذي تم إنشاءه "فيلا" من عملي في الخارج أحد ثمار العمل المستمر، خاصة أنّ المنزل الذي تم تشييده يُعتبر من أفخم المنازل في خانيونس، مُبيّناً أنّه يطمح لبناء منزل آخر مشابه له في مدينة "إسطنبول" التركية.

وأردف إبراهيم: "عندما جلست بين أهلي في غزّة لم أستطع التأقلم مع ظروفها، فغزّة لا تصلح للحياة من وجهة نظري وعودتي لها مؤقتة، وذلك لكي أُرضي نداء قلبي وأُطفأ نيران شوقي وأُعيد جزءًا من ذكرياتي، والأهم من كل هذا أنّ أعود إلى حضن أمي".

وبعد أسبوعين من مكوثه في غزّة حمل "إبراهيم" حقائبه مُردداً كلمات رددها سابقاً، وهي: "وداعًا يا غزة وداعاً  يا بلد الموت" وفق حديثه.

 

شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!
شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!
شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!
شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!
شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!
شاهد: "فيلا" في غزّة ثمرة اغتراب شاب لمدة 5 أعوام!!