فلسطينياً ...الانتخابات حديث الساعة التي توقفت عقاربها عن الدوران منذ سنوات طوال بفعل الانقسام السياسي وما الت عليه الأوضاع الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات ، والتي من أبرزها موت الروح الإيجابية في الانسان الفلسطيني وشعوره بالإحباط واليأس والقهر والألم من واقع أضحى لا سبيل في انفكاكه إلا من خلال رؤية وطنية صادقة وناضجة بكافة الأسس والمعايير تتجسد عنوانها من خلال الانتخابات وتجديد كافة الشرعيات و التي من أهمها تجديد الوجوه والشخصيات للعديد من الاعتبارات في وقت واحد ، لكي نتسنى الارتقاء بالإنسان الفلسطيني الذي يعتبر رأس مالنا الوطني الذي حقاً قد تم خسارته بسبب ما لحق به من تنكيل نفسي و سياسي واقتصادي من الذين يدعون أنهم أصحاب الحل والعقد وصناع القرار للحالة الفلسطينية بشكل عام .
تعد الانتخابات وتجديد الشرعيات في الدول المتحضرة سياسيا والمتقدمة فكرياً من أهم مقومات الأسس السليمة نحو بناء نظام ديمقراطي يقوم على احترام المواطن من خلال إعطائه الصفة الشرعية في اتخاذ القرار عبر صندوق الاقتراع ، لكي يكون صانعاً لحدثاً وواقعاً يؤسس لمرحلة بناء قادم يقوم على معايير وأسس عنوانها الأهم استنهاض القدرات والطاقات الإنسانية في كافة السبل والمجالات ، حتى تتم مرحلة البناء عبر الانتخابات وتجديد الشرعيات بطريقة وطنية حضارية تقوم على احترام مكانة الانسان وحمايته انسانياً وقانونياً ووطنياً من الضياع والانهيار والدمار.
فلسطينيا ... وبعد فترة انقسام سياسي طال أمده واستفحلت جذوره في مستنقع الفرقة والخلاف والنزاع لا بد أن يكون للانتخابات بكافة مشتقاتها وفي ان واحد المكان والحضور الفعلي والعاجل دون تأخير أو تأجيل من أجل الخروج من عنق الزجاجة ، وحالة التأويل وكثرة الأقاويل التي تعتمد في مضمونها على تصريحات وشعارات فارغة العنوان والمضمون ، هدفها الأول جلب المكاسب الشخصية والفئوية على حساب صندوق الاقتراع الوطني الذي يحتكم في محتواه على حكم الشعب نفسه بنفسه ضمن حالة ديمقراطية فلسطينية غائبة عن المشهد الوطني وقد طال انتظارها لأطلال وذكرى وطنية اسمها الانتخابات ...!
فتحاوياً ... الانتخابات الفلسطينية العامة بكافة تفاصيلها وعناوينها عبر الاحتكام إلى صندوق الاقتراع تعد حالة تنظيمية فتحاوية وطنية لا بد من خوض نضالها وجني ثمارها المستحقة وفق أسس ومعايير تنظيمية تخضع لرؤية ديمقراطية يكون صاحب القرار بها القواعد الجماهيرية الفتحاوية العريضة الممتدة في كافة الأرجاء والمواقع والميادين ، وهنا وفي غمار الحديث عن الانتخابات العامة وتجديد الشرعيات لا بد من الابتعاد تماماً عن تحديد الوجوه والأسماء وفرض الشخصيات ، وليكن الحكم في التجديد والاختيار والتحديد للقواعد التنظيمية الفتحاوية ذات الجماهير العريضة، لكي نتمكن كفتحاويين من وضع حجر الأساس لاستنهاض الحركة التي هي عنوان الثورة الفلسطينية المعاصرة وأم الحلم والأمل الفلسطيني للمولود القادم الذي اسمه " العمل " حتى يتسنى لها بأن تكون في صدارة المشهد الفلسطيني بقوة ، على طريق اعادة ترميم المشروع الوطني المستقل على أسس ديمقراطية سليمة خالية من التفرد في صناعة القرار والتهميش والتشويش واقصاء الاخر ، لضمان الفوز في الانتخابات الفلسطينية العامة بكافة أطرها وعناوينها. فلهذا لا بد لأن يكون لحركة فتح وقواعدها وجماهيرها الكلمة والقول الفصل، وخصوصاً في تحديد الشخصيات التي ينبغي أن يكون لها الأولوية في صدارة المشهد للترشح في الانتخابات من أجل الإنجاز والنجاح، والابتعاد عن التزكيات والتكليفات وفرض الشخصيات حتى يشعر الناخب الفتحاوي بأنه صانع قرار وأنه هو الذي اختار وعليه لا بد من تحمل تبعات الخيار، التي ستكون بالتأكيد خيارات ناجحة ووازنة سيكتب لها المضي والاستمرار على طريق التقدم والانتصار تنظيمياً ووطنياً بكل عزيمة وإرادة وإصرار.
رسالتنا ...
الانتخابات الفلسطينية العامة لا بد أن تكون شاملة العناوين وواضحة الأهداف والمضامين، من خلال اجراء الانتخابات وتجديد الشرعيات على كافة الصعد والمستويات ، لكي يكون فلسطينياً الانسان هو العنوان، وأما فتحاويا فالانتخابات لا بد أن تخرج في تحديد ماهيتها وأهدافها وشخوصها عن دائرة الحسابات الشخصية الضيقة والفئوية القاتلة، وليكن للفتحاويين جميعاً على قلب رجل واحد في اختيار من يمثلهم ويعبر عن صوتهم في صندوق الاقتراع وتجديد الشرعيات، حتى تكون الانتخابات العنوان الوطني لتجديد الشرعيات لا لتحديد وفرض الشخصيات ...!