في الثورة اللبنانية عشق وحب..!!

أحمد قنن
حجم الخط

غزة - أحمد قنن

أن تكون ثائرًا أمر ليس بالهين، فما بالك لو كنت عاشقًا محب، عاشق لبلدك محب لروحك أو حتى عاشق لإحداهن، لا شأن لي فكل طرق العشق تبدأ بالحب حتمًا لا محالة، زد على ذلك بيتًا من الشعر مفاده بأن تكون شخصًا باحثًا عن الحياة.

لبنان هي الفتاة الجميلة، رقيقة من الداخل قوية من الخارج، قررت أن تثور على الوضع المتأزم في البلاد وتردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، فتكحلت وهرولت صوب الميدان لتصرخ بحنجرتها الناعمة، وهي تقول: "من حقي أن أعيش".

لبنان هي الشاب اليافع، الموشح بعلم وطنه حيث يعتلي هامته بألوان زاهية، فالأحمر مقترن بالحب والأبيض يدل على النقاء والأخضر يوحي لوجود الطبيعة الخلابة، يا أولي الأمر يا ساسة.. إذا ثار الشباب يومًا فاملؤوا عيونهم بالحب واحتواء الموقف.

أيضًا لبنان هي الكهل وزوجته، هي العجوز ورفيقة دربه، هي الطفل والطفلة، لبنان هي المثقف والمتعلم والمهني والحرفي والفنان والسياسي والعسكري، لبنان فيها المحلق بأحلامه المداعب لروحه الململم لبقايا جسده الباحث عما يسد رمق جوعه، إن في لبنان كل مقدرات الوجود، فبذلك يكون في الثورة حب وبالحب ثورة.

لبنان وفلسطين وجهان لعملة واحدة في رحلة البحث عن الحياة، لا سيما وأن كلاهما يتمتعان بروح معنوية عالية، وإذا ما خاض أحدهما الطريق لا يعود دون أن يجني الثمار ويؤتي أكلها، ولمشهد الدفاع عن غصن الزيتون في الأرض المحتلة لخير دليل وبرهان.

يا أيها المثار عليهم.. احترسوا إذا ما تكحلت الثائرة، فبكحل عيناها تذوب فوهة البنادق، كما احذروا إذا ما تصبب عرق الثائر، فإن لهيب قلبه يشعل الأرض من تحتكم لججا.

في لبنان أغلقت المدارس والجامعات والبنوك في ظل تواصل المظاهرات التي خرجت في عدة مدن احتجاجا على ضرائب أعلنت الحكومة أنها ستفرضها العام القادم، وانصبت على انتقاد إدارة الحكومة التي يرأسها سعد الحريري، لملف الاقتصاد وأسلوب سعيها لزيادة المدخول القومي في ميزانية عام 2020.