الطريقة التي احتفظت بها المقاومة بالجندي المفرج عنه خلال صفقة تبادل وفاء الأحرار الأولى، لم تخرج حيز الإعلان بالرغم من خروج شاليط، فيما يبدو أن شاليط نفسه لم يستطع التعرف على الحقيقة في هذا الجانب، لا عن مكانه ولا كيفية تنقله.
حيث استطاعت المقاومة الإحتفاظ بشاليط لمدة 5 سنوات متتالية، دون قدرة أجهزة مخابرات العدو وأجهزة أخرى ساعدتها الوصول إليه كل هذه الفترة على الوصول إليه، والذي يدل على صحة التدابير التي اتخذتها المقاومة طيلة فترة الإختطاف.
وأورد موقع والا العبري على صفحته قبل أيام قوله بأن "عدم معرفة أيّ شيء عن شاليط وهو في الأسر، من أكثر الحوادث التي أكّدت على فشل المخابرات الصهيونية، مع أنّ قطاع غزّة صغير جدًا من حيث المساحة".
يضاف إلى ذلك الفيديو الذي عرضته قناة الجزيرة خلال الفيلم الذي تحدثوا فيه عن ملابسات فقد الجندي الصهيوني هدار جولدن، وهو تحديدا المقطع الذي أظهر جلوس القائد القسامي محمد أبو شمالة إلى جانب شاليط في أحد المنازل، ما يؤكد أن المقاومة وجدت سلاسة في تنفيذ اجراءاتها الأمنية التي ساهمت في الإحتفاظ بشاليط كل هذه المدة.
وتدقيقا في الفيديو، بحسب موقع "المجد"، فقد جلس شاليط مع القائد القسامي بكل أريحية، في غرفة لها شبابيك وعليها ستائر ما يدلل على نفس المضمون الذي يعكس أريحية لدى المقاومة.
وهذه الخبرة تطرح تساؤلا عن مدى قيام المقاومة بتكرار نفس الإجراءات التي تم اتخاذها للاحتفاظ بشاليط، أم أن اجراءات مختلفة سيتم اتخاذها هذه المرة؟.
إن التجربة التي خاضتها المقاومة مع شاليط بحسب "المجد"، قد خلفت لديها الكثير من الخبرات، لكن وفي ظل الحديث عن أن الجنود المفقودين أكثر من واحد، وهذا ما لمح اليه العدو الصهيوني والمقاومة في أكثر من مناسبة، فانه ليس من الممكن أن تقوم المقاومة بتكرار نفس الإحتياطات مما يتطلب تفكيرا عميقا وابداعيا لاتمام هذه المعركة التي لا تقل ضراوة عن معارك السلاح.
وإذا كانت المقاومة لم تفصح عن كيفية وطريقة احتفاظها بشاليط، والتي لم يصرح العدو الصهيوني بأنه وصل إلى معلومات بخصوصها، يعني أن الصعوبة في وصول أجهزة المخابرات الصهيونية المهزومة في الجولة الأولى إلى معلومات بخصوص جنودها المفقودين قد أصبحت كبيرة جدا، وهذا يعني أن التسليم الصهيوني بابرام صفقة تبادل مع المقاومة بات قاب قوسين أو أدنى.