أكدت الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، الالتزام برؤية حل الدولتين، وأن القدس عاصمة مشتركة لإسرائيل وفلسطين.
ورحبت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أليسون كنغ خلال مقابلة صحفية على هامش زيارتها للأراضي الفلسطينية، بدعوة الرئيس اجراء انتخابات عامة.
ودعت إلى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، معبرة عن قلق بلادها من استمرار النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت: "زيارتي استهدفت الاستماع من الشعب الفلسطيني حول الصعوبات والتحديات التي يواجها يومياً، والمساعدة البريطانية في الحفاظ على التراث الفلسطيني، حيث زرت جنوب مدينة الخليل، وشاهدت مشروعاً مهماً يعمل على تأهيل الشباب لتجميع التاريخ الشفوي للأجيال الأُخرى والحفاظ على التقاليد والتاريخ الفلسطينيين.
وتابعت أن الهدف الثاني من زيارتها هو "التأكيد على الموقف البريطاني تجاه حل الدولتين على أساس حدود عام 67، وأن القدس عاصمة مشتركة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية".
كما رحبت المتحدثة البريطانية بدعوة الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات عامة، مبينة: "نحن نشجع تعزيز الديمقراطية الفلسطينية والتجديد في المؤسسات الديمقراطية الفلسطينية، وكذلك أهمية تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، ولكن الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات، بل أيضاً الامتثال للمعايير الدولية لحقوق الانسان وحرية التعبير".
وأكملت حديثها بالقول:"أعتقد أن تعزيز الممارسات الديمقراطية أيضاً مهم جداً، إضافة إلى الانتخابات والمصالحة"، مجددة موقف بلادها الرافض لضم غور الأُردن لإسرائيل.
ولفتت إلى إنها خلال جولتها الحالية زارت غور الأردن، لافة إلى أن موقف الحكومة البريطانية واضح جداً، حيث تعارض أيّ ضم غير قانوني وغير شرعي خارج إطار المفاوضات تجاه حل الدولتين.
وذكرت: "لقد أصدرنا بياناً واضحاً مع أصدقائنا الأوروبيين الشهر الماضي حول احتمالية ضم إسرائيل غور الأُردن، وهذا الموقف ينطبق على أي جزء من أراضي السلطة الفلسطينية المحتلة".
ولفتت إلى أن بريطانيا ملتزمة باستمرار علاقاتها مع السلطة الفلسطينية ووكالة الأُونروا، وقالت إن بلادها قدمت الدعم خلال السنوات الأخيرة، وضاعفت دعمها هذا العام، خاصة للأونروا، معتبرة أن "السلطة شريك أساسي، ونريد أن تكون قويةً قادرةً على تلبية متطلبات الشعب الفلسطيني وتوفير الخدمات الأساسية له، وأيضاً أن تلعب الأونروا دوراً في خدمة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، وهي أيضاً شريك أساسي في الوضع الحالي.
وعبرت عن قلق حكومتها من استمرار النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك عملية هدم منازل الفلسطينيين، وقالت إنها شاهدت عملية هدم في جبل المكبر ونحن نشعر بقلق عميق للتزايد الحالي في هذه العمليات، ونعارضها بشكل واضح، ما يصعب من عملية السلام.
وأوردت: "في ظل غياب عملية المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي نعمل لكي نحافظ على إمكانية تطبيق حل الدولتين عبر الكثير من الجهود الدبلوماسية، وأيضاً نحافظ على الدعم المالي والمعنوي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين".
وحول موقف بلادها من صفقة القرن، بينت المتحدثة البريطانية: "حتى الآن لم تنشر تفاصيلها، ولا نستطيع التكهن ببنودها، كما لا نعرف الجدول الزمني لنشرها، ونعتقد أنها لن تُنشر إلا بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأنا لست بصدد الدفاع عن الموقف الأمريكي، نحن لا نشارك الموقف الأمريكي، ولن ننقل سفارتنا للقدس التي يجب أن تكون عاصمة مشتركة للدولتين".
وحول أهم المشاريع المدعومة من قبل بريطانيا في فلسطين، ذكرت: "هناك الكثير من المشاريع التي تنفذها بريطانيا هنا، لذا لا بد أن نرى اقتصاداً فلسطينياً قوياً، وهذه المشاريع من شأنها أن تساهم في تطوير الاقتصاد الفلسطيني، ونرى أن هناك فرصاً كثيرة لتطوير التجارة وتعزيزها بين الجانبين، شاهدت بالأمس مصنعاً للأملاح يقع في البحر الميت، ونتمنى قريباً أن يقوم بالتصدير إلى بريطانيا".
ويشأن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) قالت: "مهما كان مصير هذا الاتفاق، فإنه لن يؤثر على علاقاتنا التجارية مع الشعب الفلسطيني".
وحول الدعوات لاعتذار بريطانيا عن وعد بلفور، بينت المتحدثة البريطانية: "نعترف أن الجميع يعارض وعد بلفور، إلا أنه حقيقة تاريخية، ونعترف بأن تطبيقه ناقص بخصوص حقوق الفلسطينيين، لذا ندعم حل الدولتين ونتمنى رؤية دولة فلسطينية قوية ذات سيادة".