بالصور بالصور : ماذا قالت مصورة "الطفل الغريق إيلان" وكيف تفاعل رواد مواقع التواصل

11667916-10154112046713368-1872149441-n-jpg-49651486532675174
حجم الخط

تفاعل مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي في أنحاء العالم على نحو حزين وغاضب بعد انتشار صورة الطفل اللاجىء السوري الذي وجد جثة على أحد شواطىء البحر الأبيض المتوسط.

الصورة التي أوجعت كل من شاهدها، وجعلت العالم بأجمع بكل أطيافه يذرف الدموع على ما يحدث للسوريين .

صورة ذلك الجسد البريء الذي تجمد بعد أن لفظته مياه البحر.. البحر الذي لم يحتمل براءة الجثة، وأبى أن يحتضنها ليقذفها إلى الشاطئ، علها تحرك ما بقي من ضمائر البشر.

قصة الطفل السوري الكردي، صاحب الثلاثة سنوات، فر هو وعائلته، أب وأم وأخ، من الحرب الدائرة في سوريا.

صورة الطفل ايلان دفعت مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي إلى ابتكار مجموعة من الأعمال الفنية اللافتة والمستندة في معظمها إلى الصورة الصادمة التي ملأت وسائل الإعلام من شاشات وصحف ومجلات ومواقع الكترونية أيضا.

 

قرر والد الطفل السوري آيلان (ثلاثة أعوام) الذي عثر على جثته وجثتي شقيقه غالب ووالدتهما ريحانة، الخميس، في شاطئ "بودروم" التركي، العودة إلى مدينة عين العرب "كوباني" الكردية في سوريا، للقيام بإجراءات الدفن، بحسب ما أوردته الصحافة الكندية، التي أضافت أن هذه العائلة كانت تسعى للهجرة لكندا.

وأشار موقع صحيفة "أوتاوا سيتيزن" الكندي، نقلاً عن أحد أقارب عائلة الطفل الذي عثر على جثته على أحد الشواطئ التركية، الخميس، أن رب العائلة عبد الله الذي نجا من الغرق يريد العودة إلى مدينة عين العرب "كوباني" الكردية السورية لدفن زوجته وابنيه.

وكانت هذه العائلة تسعى للهجرة إلى كندا حيث لها أقارب هناك، بحسب الصحافة الكندية.

وغرق الثلاثة بعد انقلاب مركبهم، ليل الثلاثاء الأربعاء، وهو يحاول التوجه من بودروم إلى جزيرة "كوس" اليونانية، المدخل إلى الاتحاد الأوروبي، كحال آلاف المهاجرين غيرهم.

وقالت المصورة التركية التي التقطت صور الطفل آيلان (ثلاثة أعوام) التي صدمت العالم، إنها أصيبت "بالجمود" عندما شاهدته على شاطئ "بودروم" السياحية، جنوب غرب تركيا، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وصرحت المصورة نيلوفير دمير، التي تعمل لوكالة "دوغان" الخاصة عبر قناة (سي ان ان-تورك) الإخبارية، "عندما رأيته أصابني الجمود، تسمرت في مكاني. مع الأسف لم يعد ممكناً فعل أي شيء لمساعدة هذا الطفل، فقمت بعملي".

وأضافت: "نتنزه دائماً على هذه الشواطئ منذ أشهر، لكن البارحة كان الأمر مختلفاً. رأينا أولاً جثة الصبي الأصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه. أردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس".

وبدا الطفل الأصغر (آيلان) الكردي مرتدياً قميصاً أحمر وسروالاً قصيراً أزرق، ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم. وقالت المصورة إن جثتي شقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدتهما ريحانة عثر عليهما كذلك على الشاطئ نفسه.

وأكدت دمير "لم أكن أتصور أن تحدث تلك الصور هذا الوقع"، موضحة أنها سبق أن التقطت صور جثث لاجئين على شواطئ تركية. وانتشرت الصور الصادمة للطفلين حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلتها الصحف الأوروبية.

- من النزوح بسوريا إلى الهجرة

نزحت عائلة الطفل "آيلان" مرات عدة داخل سوريا وإلى تركيا؛ هرباً من القتال قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا، بحسب ما أفاد صحفي كردي الخميس.

وقال الصحفي مصطفى عبدي من مدينة عين العرب (كوباني) السورية إن والد الطفل ووالدته ينحدران من عين العرب، "وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. وفي 2012 غادرا دمشق مع ولديهما إلى حلب (شمال)"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف: "عندما اندلعت المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما إلى كوباني. فحصلت حرب أيضاً، فانتقلوا إلى تركيا. بعد تحرير كوباني من تنظيم "الدولة الإسلامية" عادوا إليها. فحصلت المجزرة" على يد الجهاديين الذين نفذوا عملية ليومين في عين العرب (كوباني)، قبل أن يطردهم منها المقاتلون الأكراد في يونيو/حزيران. وقتل في المجزرة نحو 200 كردي.

وروى عبدي أن "المجزرة كانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من إيجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغاً من المال بعدما أمضوا شهراً في بودروم، وانطلقوا باحثين عن حياة أفضل".