شهدت العاصمة العراقية بغداد، منذ مساء أمس الخميس حتى صباح يوم الجمعة، احتجاجات في المنطقة الخضراء عبر جسر الجمهورية، قتل على إثرها متظاهر وأصيب العشرات خلال تفريق الأمن العراقي لتلك الاحتجاجات.
جاء ذلك عقب خطاب ألقاه رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي مساء أمس الخميس، الموجه للمتظاهرين، والذي وصف بأنه مخيب للآمال.
ونشرت صفحات عراقية عبر "تويتر"، فيديوهات وصور للمتظاهرين الذين عبروا جسر الجمهورية ووصلوا لبوابتي مجلس النواب ووزارة التخطيط القريبين من بعضهما، وعادوا للتجمع في ساحة التحرير، حيثُ قرروا من جديد الدخول للمنطقة الخضراء التي انسحبوا منها فجراً".
وقالت، إنّ "أصوات الغاز المسيل للدموع تسمع في محيط المنطقة الخضراء"، مشيرةً إلى وقوع حالات اختناقات وإصابات في صفوف المتظاهرين بلغت أكثر من 20 إصابة عند بوابات المنطقة الخضراء نتيجة قنابل الغاز والرصاص المطاطي، مع وصول سيارات الإسعاف إلى ميدان التحرير.
وسمع دوي إطلاق النار بشكل متفرق على أبواب المنطقة الخضراء صباح يوم الجمعة، مع تحليق للمروحيات فوقها.
وفي النجف جنوبًا قالت مصادر محلية، إن العشرات تظاهروا في ساحة ثورة العشرين بالمحافظة مطالبين بمحاسبة المسؤولين المتورطين بقتل المتظاهرين، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن القوات العراقية انتشرت بكثافة في محيط التظاهرة إلا أنها لم تتدخل، ولم تمنع الاحتجاج.
كما شهدت ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، خلال الليل توافدًا لمئات المحتجين الذين رفعوا صور قتلى التظاهرات السابقة.
وحاول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي امتصاص غضب المتظاهرين من خلال خطاب وجهه إليهم في وقت سابق من ليل الخميس، قال فيه إن حكومته ستعمل على تحقيق ثلاثة أمور أساسية خلال المرحلة المقبلة هي، الحفاظ على أعلى مستوى من الحريات، وتحقيق الأمن، وتقديم الخدمات وفرص العمل، مبينًا أن الحكومة ستقوم بخطوات أساسية عدة، أبرزها إجراء تعديلات وزارية الأسبوع المقبل بعيدا عن المحاصصة.
وأوضح أن الحكومة ستعمل أيضا على تعديل قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة، ومنع الجماعات المسلحة من تشكيل أحزاب سياسية.
يشار إلى أن المتظاهرين في ساحة التحرير، أسقطوا في وقت سابق الحواجز الكونكريتية على جسر الجمهورية في محاولة للتقدم نحو كرادة مريم والمنطقة الخضراء وسط العاصمة، مع انطلاق تظاهرات في قضاء الرفاعي غربي الناصرية جنوب غرب العاصمة بغداد.
ويذكر أن القوات العراقية تمكنت الليلة الماضية، من تفريق عشرات المتظاهرين الذين تمكنوا من دخول المنطقة الخضراء عبر إحدى بواباتها.