أجرى رئيس وزراء لبنان سعد الحريري مساء يوم السبت، اتصالًا بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، لطلب إجراء تحقيق فوري فور تبلغه بحادثة إطلاق النار في البداوي وسقوط جرحى، واتخاذ التدابير اللازمة، مُؤكّداً على ضرورة حماية حرية التعبير السلمي للمواطنين، والحفاظ على الطابع السلمي للتحرك.
وأوردت مصادر إعلامية لبنانية مساء اليوم، أنّ الحريري سيمنح 48 ساعة قادمة لحسم موقفه من أحداث لبنان، حيث من المتوقع الذهاب للاستقاله ردًا على ما يحدث في لبنان، ووضع كل الأحزاب اللبنانية في الزاوية وتحميلهم مسؤولية ما يجري.
من جانبه، عقد المكتب السياسي لـ "تيار المستقبل" اجتماعاً طارئاً، في بيت الوسط اليوم، في حضور كامل أعضاءه، وناقش فيه الوضع العام، لا سيما التطورات السياسية والاجتماعية، وفي أساسها الانتفاضة الشعبية في مختلف مناطق لبنان.
وأكّد المكتب السياسي في بيان أصدرته اليوم، على أنّ "تيار المستقبل" يرى في المشهدية التاريخية وغير المسبوقة التي شهدتها المدن والمناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب والصرخات التي رفعتها الحشود بأسلوب راق وحضاري، تجسيدًا لمطالب مزمنة ومحقة طالما سعى "تيار المستقبل" وكل مؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان إلى تحقيقها، وأملاً في تنفيذ هذه المطالب في ظل الصراعات السياسية المستدامة في حياتنا الوطنية.
كما التقى المكتب السياسي مع الحريري في رفض أي دفع بالبلاد إلى حرب أهلية جديدة والتصدي لأي انهيار اقتصادي، مُشيداً بالدور الإيجابي للقوى العسكرية والأمنية في حماية المتظاهرين بمسؤولية عالية، كعادة الضباط والعناصر في حماية المحتشدين في الساحات اللبنانية، من محاولات حرفهم عن مطالبهم بافتعال اشتبكات لا يريدونها و يترفعون عنها.
وحذّر المكتب السياسي من مخاطر افتعال أي صدام مع الرأي العام المنتشر في ساحات كل لبنان، ومن أي محاولات لوضع المتظاهرين السلميين في مواجهة مع الجيش والقوى الأمنية، داعياً جميع اللبنانيين إلى الثقة بقواهم العسكرية والأمنية وما تقوم به قيادتها وضباطها وعناصرها من جهود جبارة لحمايتهم وتأمين الانتظام العام، وعدم الانجرار بالتالي وراء أخبار أو شائعات لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة، وما حصل في البداوي اليوم موضوع متابعة لتبيان الحقائق وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المرتكبين.
وخلص المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" إلى إبقاء اجتماعاته مفتوحة وتشيكل لجان عمل متخصصة لمتابعة تنفيذ الورقة الإصلاحية والمطالب الشعبية بالتعاون مع فريق الرئيس الحريري من أصحاب الخبرة، خاصة وضع قانون انتخابات عصري غير طائفي، وإجراء انتخابات مبكرة، ووضع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
وأصيب 10 أشخاص على الأقل اليوم في لبنان، أحدهم بالرصاص خلال محاولة الجيش فتح الطريق الدولي الرابط طرابلس بالمنية وعكار وصولًا إلى الحدود السورية عند نقطة البداوي.
بدوره، قال الصليب الأحمر اللبناني، إنه تم نقل 3 جرحى من البداوي وسيارات دعم تتوجه إلى المكان.
وبدأ الجيش اللبناني السبت، تنفيذ خطة لفتح الطرقات المغلقة من قبل المتظاهرين، وذلك في اليوم الـ10 من الاحتجاجات، فيما عقدت القيادة الأمنية للجيش وقوى الأمن اجتماعًا مغلقًا لدراسة الوضع.
وحاولت وحدات من الجيش اللبناني منذ صباح يوم السبت فتح الطرقات في بيروت وعدد من نقاط الاحتجاج في باقي المناطق، ولاسيما عند الطريق السريع الذي يصل العاصمة بالشمال.
وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لا تزال الكثير من الطرق اللبنانية مقطوعة، إذ ما أنّ يتم فتح طريق حتى يعمد المحتجون لقطع طريق آخر.
