"ياعيل – مقاتلة الموساد في بيروت" التي ساهمت في اغتيال "الكمالين" و"ابو يوسف"

thumbgen
حجم الخط

 صدر كتاب جديد في إسرائيل، مؤخرا، بعنوان"ياعيل – مقاتلة الموساد في بيروت"، الذي تتحدث فيه "ياعيل"، وهو اسم مستعار، عن دورها في عملية "أفيف نيعوريم" (ربيع الشباب)، التي اغتالت فيها إسرائيل ثلاثة قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية، وهم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، بادعاء أنهم المخططون لعملية أولمبياد ميونيخ التي قُتل فيها 11 إسرائيليا.
وتحدثت "ياعيل" عن دورها في هذه العملية، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ونشرت اليوم الجمعة، بهدف الترويج للكتاب، على ما يبدو، والإشارة إلى دور الموساد في هذه العملية، التي اشتهر ايهود باراك بتنفيذها عندما كان متنكرا بلباس امرأة، كقائد للعملية وقائد كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة".
وقالت "ياعيل" إنها كانت تسكن في شقة، في شارع الوليد في بيروت، وهذه الشقة تقع في الطابق السادس، ويملكها لبناني اسمه فؤاد عبود، وكانت شقتي أبو يوسف النجار وكمال عدوان في الطابق السادس لمبنى مقابل، وكذلك على شقة كمال ناصر في الطابق الثالث في مبنى مجاور، وأنها كانت ترى الثلاثة ومن برفقتهم داخل شقتهم من دون أن تحتاج إلى منظار.
وأضافت "ياعيل" أنها في مساء 9 نيسان العام 1973 التقت مع "أفيتار"، وهو أحد أفراد وحدة "قيساريا" أي ذراع الموساد الذي ينفذ عمليات اغتيال وتعقب أشخاص مرشحين للاغتيال. وكان اللقاء بينهما في مطعم في بيروت. وأبلغت "ياعيل" "أفيتار" خلال تناولهما العشاء، بأن عدوان ونصار والنجار "هم في البيت اليوم، ثلاثتهم".
بعد ذلك طلب "أفيتار" من "ياعيل" أن تعود إلى شقتها مباشرة والبقاء في القسم الخلفي، بعيدا عن النوافذ.
وقالت "ياعيل" إنها لم تكن تعرف أن جملتها "هم في البيت اليوم، ثلاثتهم" ستشكل إشارة انطلاق عملية الاغتيال. وفجأة، خلال ساعات الليل، سمعت "ياعيل"ضجيجا ثم أعقب ذلك إطلاق نار كثيف، وعندما أطلت من نافذة شقتها شاهدت ثلاث سيارات كبيرة، ثم أصبح إطلاق النار كثيفا أكثر، وكذلك الصراخ. وعندما توقف إطلاق النار سمعت أحد يقول باللغة العبرية "تعال إلى هنا"، علمت أنه تم تنفيذ عملية ضد الثلاثة وربطت بين الأحداث وبين المعلومات التي نقلتها من قلب بيروت إلى مقر الموساد في تل أبيب.
وأشارت "ياعيل" إلى أنها لم تكن تعرف شيئا عن العملية العسكرية لاغتيال الفلسطينيين الثلاثة، وأن المسؤول عنها، قائد وحدة "قيساريا"، مايك هراري، طلب منها أن تراقب الثلاثة وكل ما يحدث في شققهم. كذلك فإن منفذي العملية، "سرية هيئة الأركان العامة" والكوماندوز البحري وسرية الكوماندوز التابعة للواء المظليين وأفراد وحدة "قيساريا" لم يكونوا يعرفون "ياعيل".
ويشار إلى أن عملية اغتيال الفلسطينيين الثلاثة خطط لها الموساد وتمت المصادقة نهائيا عليها في مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، دافيد إلعازار.
وترفض "ياعيل" التحدث عن عمليات أخرى شاركت فيها كعميلة للموساد، لأنها ما زالت طي السرية. وأشارت إلى أنها عملت في الموساد 14 عاما. وهي تبلغ الآن 79 عاما وتعاني من مرض عضال. وأشارت الصحيفة إلى أنه يحظر نشر هويتها الحقيقية تحسبا من تعريض حياتها للخطر.
و"ياعيل" هي من مواليد كندا، وترعرعت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة. والدها عالم فيزياء ووالدتها ربة بيت. وتقول إن عائلتها لم تكن متدينة بل وأن بينها وبين اليهودية علاقة ضعيفة.
لكنها قررت في نهاية الستينات الهجرة إلى إسرائيل، بعد زواج فاشل. وقالت إنه عن طريق المصادفة، بدأت تعمل في الموساد، بينما هراري كان الضابط الذي وافق على تجنيدها لهذا الجهاز وعلى تدريبها.
وأشارت إلى أن رواية تغطيتها خلال فترة تواجدها في بيروت هي أنها باحثة وتعمل على الإعداد لفيلم وثائقي. وبعد خمسة أيام من العملية غادرت "ياعيل" بيروت متوجهة إلى بروكسل ومنها إلى تل أبيب.

وتقول ياعيل إنها أبلغت اللبناني الذي استأجرت منه الشقة برغبتها في مغادرتها بعد انتهاء العملية بدعوى أنها خائفة مما جرى، لكن اللبناني أقنعها بالبقاء، موضحا لها أن ذلك سيثير شكوك أجهزة الأمن اللبنانية، مضيفة أنها اقتنعت بكلامه وخالفت بذلك أوامر قائدها بالموساد.

وأفادت بأن اللبناني اصطحبها بعد ذلك بأيام إلى مطار بيروت لتوفير الحماية لها، حيث غادرتها متوجهة إلى بروكسل ومن ثم إلى إسرائيل.