أحيا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 63 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها العصابات اليهودية ضد مواطنين فلسطينيين عُزّل في قرية كفر قاسم بتاريخ 29 أكتوبر 1956؛ حيث ارتقى خلالها 49 شهيدًا.
وشارك المئات من أبناء كفر قاسم والداخل المحتل بمسيرة حاشدة، رفعوا فيها العلم الفلسطيني والأعلام السوداء والشعارات المنددة بسياسات "إسرائيل" وجرائمها لا سيما مجزرة كفر قاسم التي أودت بحياة 49 بريئًا.
وبدأت المسيرة من ميدان أبو بكر وتوجهت مشياً على الأقدام إلى النصب التذكاري حيث وضعت أكاليل الزهور ومن ثم تمت زيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء.
وهتف المشاركون بعبارات التمجيد للشهداء الذين أريقت دمائهم في حين لم يُعاقب المجرم على فعلته، مع التأكيد على أن جريمة كفر قاسم لم ولن تُغفر وتُنسى ما دام هناك حياة في هذه المدينة. ووقف المشاركون دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
ووقعت المجزرة مساء يوم 29 أكتوبر 1956 بعد أن قررت قيادة الجيش الإسرائيلي فرض حظر التجول على سكان كفر قاسم وقرى عربيّة أخرى متاخمة للحدود الاردنية آنذاك كخطوات تحضيرية لشن حرب على مصر، نقل قائد المنطقة الوسطى تسفي تسور الأوامر للضباط والألوية الميدانيين.
وأوكلت مهمة تطبيق حظر التجول على وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي، وبقيادة مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسسخار شدمي الذي أعطى الأوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا.
وحسب التوثيق التاريخي للمجزرة أوعز شدمي لمالينكي بتنفيذ حظر التجول بيد من حديد، وبلا اعتقالات إنما باستعمال القوة ضد المخالفين.
وتم إبلاغ مختار القرية قبل نصف ساعة فقط من بدأ منع التجول، والذي حذّر أن مئات من أهل القرية يعملون خارجها ولم يعودوا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم، إلا أن مندوب الجيش أجابه أنه سيتم الاهتمام بهم.
وبعد نصف ساعة وفي الخامسة مساءً بدأت المذبحة حيث تواجدت أربع فرق لحرس الحدود على مداخل القرية، وأخذت بإطلاق النار وإعدام كل من تواجد في الخارجً، وكل من كان عائدًا إلى القرية، وخلال ساعة واحدة سقط في طرف القرية الغربي 43 شهيدًا، وفي الطرف الشمالي سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية سقط شهيدان، وكان من بين الشهداء في كفر قاسم 9 نساء، و4 طفلات و17 طفلاً وفتى دون الثامنة عشرة، منهم 5 أطفال دون العاشرة. كان إطلاق النار داخل القرية كثيفًا وأصاب تقريبًا كل بيت، وجرح 18 أخرين.
وحاولت الحكومة إخفاء الموضوع ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب فأصدرت الحكومة الإسرائيلية بياناً يفيد بإقامة لجنة تحقيق، توصلت اللجنة إلى قرار بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية، استطاع الناشط الإسرائيلي لطيف دوري، وعضوا الكنيست توفيق طوبي ومئير فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة ونقلوا الأخبار إلى العالم.